حمدا لمن بيده زمام الأمور،حمدا لمن هتك ظلمات الضلالة بالنبي العدناني،أنزل عليه القرآن ،بالهداية والبيان وأرسله بإيضاح البيان،فكشف مكنون المعاني ببديع بيانه وفصاحة لسانه إذا أراد أمرا فإنما يقول له: كن فيكون،فسبحانه تقدست أسماءه،وجلت صفاته.
وبعد:
مسآؤكم / صبآحكم ورود منثورة تغشى
أروآحكم ...مسآؤكم / صبآحكم أيآت فرح تستوطن
أنفسكم ... مســــــــاؤكم سعادة
تثلج الصدور...
مســــــــاؤكم فرح
يبهج القلوب...
مســــــــاؤكم حــــــب ،
مسك، عطر، عنبر...
تحية طيبة للجميع ، ...
تاريخ الأدب الجزائري
قدّم الأدب الجزائري عبر تاريخه، كتّأبا ذوي شهرة عالمية. أقدم رواية تؤول إليها تاريخيا في المنطقة. أدباء بجوائز نوبل، ألبير كامو، كذلك جون سيناك الفرنسيين. يعد هنري قريع بالأب الفرنسي والأم الجزائرية، الوصلة بين شعبين. في الشق العربي، بن هدوقة أب الرواية الجزائرية الحديثة. يمثل الأمازيغية مولود فرعون. آسيا جبار، مثّلت الطابع النسوي الحديث بالفرنسية، وهي الحين عضو في الأكاديمية الفرنسية.
تناول الأدب كل شيء في حياة الجزائريين، سنوات فرنسا، قبلها، سنوات الاشتراكية والإرهاب. كل كاتب حسب بعده الثقافي والسياسي. الأدب البوليسي ظهر مع العنف السياسي الحديث، وهو الرائج حاليا.
ضعف الإشهار للكتاب، عائق وراء وصوله للجماهير.
بعض أشهر الكتّاب:
بالعربية: مفدي زكريا، محمد العيد آل خليفة، الطاهر وطار، محمدالأخضر عيد القادر السائحي، واسيني الأعرج، أمين الزاوي، أحلام مستغانمي، لحبيب السايح، ياسمينة صالح، عبد المالك مرتاض، فضيلة الفاروق، مصطفى نطور ورشيد بوجدرة، عمار بلحسن، مفتي بشير، ميلود حميدة ،عبد الله حمادي، يوسف وغليسي، محمد زتيلي
بالفرنسية:، مالك حداد، كاتب ياسين، أحمد ديب، مراد بوربون، ياسمينة خضرة، آسيا جبار، عائشة لمسين
بالأمازيغية: مولود فرعون
تاريخ الأدب العربي الحديث والمعاصر في الجزائرمقدمة:
إن أصول الحداثة في الأدب الجزائري ترجع إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر حين كان ارتباط الحركة الأدبية في المغرب العربي بالمشرق العربي قائما، وقد بدأت النهضة في الوطن العربي، عموما باستلهام التراث العربي المشترك في عصور ازدهاره الأولى ، منطلقة من إحياء أمهات الكتب، في هذا التراث والاستفادة من عناصر القوة فيه، إلى جانب ما بدأت تسهم به حركة الترجمة والنقل ، والطباعة والنشر، والانفتاح على الثقافة الأوروبية عموما.
وإن كان من رواد الحركة الأدبية الحديثة في المشرق العربي، محمود سامي البارودي ( 1838 – 1904 م ) فإن الأمير عبد القادر الجزائري يعتبر من روادها في المغرب العربي عموما، و في الجزائر خصوصا ، فهما معا يمثلان مدرسة الإحياء و التجديد، و قد اشتركا في صفات البطولة في الشعر و في الحرب، فكل منهما خاض المعارك في ميدان القتال ن كما عانا كلاهما المنفى و الغربة، فقضى ( البارودي ) سبع عشر سنة منفيا في جزيرة ( سرنديب ) لاشتراكه في الثورة العربية، وعانى (عبد القادر) المنفى في (فرنسا) و الغربة في (بروسة) ثم ( دمشق) بعد الغدر به على إثر استسلامه عندما فقد ( الساعد و المعاضد) كما قال.
وكلا الرجلين في الأخير – مع بعض الاختلاف – متصل بالتراث الأدبي العربي عموما و الشعري خصوصا في عصوره الزاهية، يستوحيانه ويستمدانه في الإنشاد ، مع روح تجديدية متوثبة فكرة وشعورا وطريقة كما عكسه (البارودي ) في مثل قوله:
أسير على نهج يرى الناس غيره
لكل امرئ فيما يحاول مذهب
شدا هذا في ( مصر ) كما شدا ( عبد القادر) في ( الجزائر) أثناء حياته ، إبان قيادة الكفاح والمقاومة في فترة كانت الثقافة العربية و الحركة الدبية في الجزائر ذات حيوية، كما كان التعليم منتشرا و العربية سليمة من العجمة و الضعف، و هو الوضع الذي بدأ يتراجع بمجيء الاحتلال، حيث بدأ تشجيع الأمية بتوطد الاحتلال ، و يضعف المستوى الأدبي بانزواء رجال الأدب أو صمتهم و هجرة بعضهم ، خاصة بعد نفي (الأمير) من ( الجزائر) لهذا تبقى فترته فترة حداثة أدبية ، كما يبقى شعره ممثلا لهذه الفترة، و إلى جانبه أصوات شعرية في مقدمتها صديقه الأديب القاضي ( محمد الشاذلي القسنطيني) ( 1807 – 1877 م).
أما في النثر الخاص بهذه الفترة – و قد احتفظ برونقه – فتبرز أمامنا عدة أسماء مختلفة فكرا و منهجا ، في مقدمة هذه الأسماء : ( حمدان بن عثمان خوجه ) ( 1773 – 1840م ) صاحب كتاب ( المرأة ) ذو الفكر النير و الروح القومية المتوثبة ،و محمد بن العنابي و كتابه "السعي المحمود في نظام الجنود " و قدور بن رويلة" في كتاب بعنوان" وشاح الكتائب و زينة الجيش المحمدي الغالب.
غير أن زعامة الحركة الأدبية عموما تبقى في هذه الفترة أيضا للأمير عبد القادر خصوصا بشعره الذي اختلفت ألوانه : ثوريات واخوانيات و غزليات ، فخرا و تصوفا و تأملا و وصفا، و هي ألوان اختلفت حجما أو كثافة و مستويات فنية.
فالأمير عبد القادر من جيل النهضة الحديثة في الوطن العربي ، مسك بزعامة السيف وزعامة الشعر، في وطنه، ضمن الخلود في ذاكرة التاريخ بجهاده ومواقفه الإنسانية، وبأعماله وآثاره الفكرية والدينية و الأدبية.
بانتهاء فترة الأمير(عبد القادر) لنفي رجال علم وأدب و هجرة بعضهم، و انزواء بقية نزلِ ظلام دامس على الحركة الثقافية و الفكرية والأدبية و من صميمها الحركة التعليمية، و قد اختفى الحس الوطني في الأدب كطاقة شحن و دفع ، وتسرب اليأس إلى النفوس الكسيرة، وهي ترى دمار الاحتلال يمتد إلى كل شيء و لا يسلم منه شيء، فيشيع الفقر والجهل ويصادر وسائل المعرفة و التعليم في الأوقاف والزوايا وغيرها، فضعف المستوى الأدبي في النهاية، و شاعت فيه الركاكة، وغزته العجمة في التعبير والتركيب، وسرعان ما تحول جانب كبير في شكله هذا إلى بوق يخدم الاستعمار الفرنسي.
مثلث الانتكاسية السياسية ثم الثقافية والفكرية والأدبية فترة انكماش ثقافي أشبه بالغيبوبة، شعر فيها الإنسان الجزائري بالغبن و الانكسار المادي والمعنوي ، وهو ما شمل الكتاب و الأدباء الذين هم بطبيعتهم أكثر إحساسا بالمعاناة الوطنية بكل امتداداتها تحت الاحتلال النصراني الظالم المتعجرف ، فامتد ذلك حتى أواخر القرن التاسع عشر حين بدأ يسري في المجتمع انتعاش واعد باستئناف النهوض بعد الانكسار بفعل عوامل مختلفة داخلية و خارجية، فمن العوامل الخارجية إدراك الجزائريين الذين كانوا يترددون على أوروبا و فرنسا خصوصا الفروق الظالمة بين سياسة ( فرنسا ) في وطنها، وسياستها في ( الجزائر) كما لعبت الصلة بالشرق العربي دورا بارزا بفضل الصحف والنشريات التي كانت تسرب في التراب الوطني فتدعو إلى اليقظة والنهوض عربيا، ومن بينها صحيفة( المؤيد ) المصرية التي يقول عنها ( سعد الدين بن أبي شنب ) إنها ابتداء من سنة 1307ه (1889م) أخذت تدعو إلى اليقظة و إصلاح المفاسد المتفشية بين العرب، و حب الحرية و الثورة على الاستبداد الاستعماري ، فكانت الصحف و المجلات تأتيهم ( الجزائريين ) مباشرة من مصر، أو تصل إليهم عن طريق غير مباشر أي طريق تونس حيث كانت المراقبة الفرنسية أخف وطأة وأقل تشديدا من طريق المغرب الذي كان لا يزال يتمتع باستقلاله أو ما بين حقائب الحجاج عند رجوعهم من البلاد المقدسة بعد أداء مناسك الحج أو العمرة، و كان كل عدد من تلك النشرات يزيدهم شجاعة وإيمانا بمستقبلهم العربي الإسلامي، فمن أثار تلك الروابط الروحية و العقلية بين الشرق والجزائر في ذلك الزمان أن أحدثت منذ القرن الرابع عشر و حركة علمية أدبية تنتمي إلى النهضة الشرقية من ناحية وتقتدي بها، و من ناحية أخرى تقلد أساليب الغرب العملية في البحث.
أما الحركة الأدبية ، فقد عرفت بعد هذه المرحلة و بالذات ابتداء من الأمير عبد القادر تطورا ملحوظا ، حيث تحرر النثر الجزائري من الجمود و التبخر...
على هذه الصورة نكون قد قمنا برحلة طويلة مع النثر الجزائري الحديث و غامرنا في سياحات ممتعة اطلعنا من خلالها على تراث متعدد الأشكال، و الأساليب و المضامين . ويمكننا أن نسجل بعض الملاحظات أو النتائج نوجزها فيما يلي:
أولا: النثر الجزائري الحديث قد تحرر منذ مدة مبكرة من الجمود و التحجر الذي سيطر على الأدب العربي في القرون الماضية ، و الفضل في هذا يرجع إلى أدباء القرن الماضي ابتداء من الأمير عبد القادر.
ثانيا: - إن اللغة العربية رغم ضعفها و رغم الظروف التي عاشتها تحت الاستعمار استطاعت أن تعبر عن مشاعر الكتاب و تنقل إلينا ما كان يجري في الفترة التي عرضنا لها بالدرس و التحليل.
ثالثا:- تطور الأسلوب الأدبي تطورا واضحا في القرن الحالي بسبب احتكاك الكتاب بالعالم الخارجي.
رابعا:- ظهور أشكال أدبية نثرية جديدة لم تكن موجودة في القرن الماضي فيما يتعلق بالنثر.
كل ذلك مما ساعد على صفاء اللغة ومرونتها وصقلها بحيث عكست تجارب خصبة ومتنوعة لدى الكتاب و المنشئين ، وهذه ميزة في النثر قد لا نعثر عليها في الشعر الجزائري الحديث إلا في السنوات الأخيرة لأن الشعراء ارتبطوا بالتراث ارتباطا كليا و إذا كانوا قد جددوا في الموضوعات و المضامين فإن معظمهم بقي يجول في دائرة القدماء . بينما الكتاب تحرروا من سيطرة الماضي ومن سحره إلى حد كبير ربما لأن لغته تختلف عن لغة النثر، و ربما لأن قيود الشعر أثقل من قيود النثر.
ولكن المهم أن كتاب النثر أسهموا بقوة في تطور اللغة الأدبية و في أسلوب الأدب. بحيث يمكن أن نتتبع هذا التطور من خلال اللغة ومن خلال الأشكال الأدبية، بحيث نلحظ ضعفا في هذه اللغة و أسلوب الكتابة فيها أثناء القرن التاسع عشر خاصة في الرحلات وفي المقامة ولأن اللغة في ذلك الوقت انحسر مدها تحت ضعف اللغة و الثقافة الأجنبية وتحت وطأة الاستعمار الفرنسي بينما في عصر النهضة و الانبعاث و في عصر الإحياء أخذت تسترد مكانها وقدرتها على البيان والتصوير. ونلحظ هذا التطور من عقد إلى آخر من خلال المقال والقصة و المسرحية و غيرها، لأن الأدباء تنوعت ثقافتهم و تجاربهم حتى جاءت الحرب الثانية ثم الثورة ثم جاء الاستقلال فنجد أن هذه اللغة تتطور باستمرار وتسعى إلى أن تصبح أداة مرنة من جهة، و تعبيرا عن شخصية الشعب الجزائري العربي من جهة أخرى فاكتملت صورتها في أيامنا هذه و هي في طريقها إلى أن تخطو إلى الأمام وتتحرر من رواسب الماضي وتحتل مكانتها التي حرمت منها طويلا.
خامسا: - أن النثر الجزائري صور واقع المجتمع و القضايا التي عاشها الكتاب أكثر من قرن و نصف ، و نقل إلينا ما يلقى الضوء على المراحل التي مر بها المجتمع و الصراعات المختلفة التي ظهرت في البيئة الجزائرية و سجل نظرة الأدباء و الكتاب لهذه القضايا بحيث يمكن أن تعتبر نصوصه شواهد على هذا الماضي الطويل الذي عاشه الشعب الجزائري تحت نير الاستعمار، وأيضا عكس فرحة الشعب وأحلامه أيام الثورة وبعد الاستقلال.
وحين يصبح الأدب شاهدا على العصر الذي وجد فيه فإنه يكون تعبيرا عن الواقع من جهة وتعبيرا عن الصدق من جهة أخرى. و لقد كان النثر الجزائري صادقا في قوته وضعفه في جموده و تطوره ، كان كذلك من خلال الأشكال الأدبية النثرية القديمة والحديثة والنماذج التي عرضنا لها، تؤكد أن الكاتب كان ملتزما باستمرار ومنحازا للشعب وللقومية وللعقيدة وكذلك كان أدبا من اجل الإنسان والجمال والخير ومن اجل الحياة.
الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية
كتبهاجمال بن عودة ، في 15 ديسمبر 2006 الساعة: 15:48 م
بين الحفاظ على الهوية وخدمة الثقافة الغربيةيرى المتتبع للمشهد الأدبي الجزائري أن كثيرا من الكتاب المفرنسين انسحبوا من المجتمع الجزائري وانسلخوا من الهوية والثقافة الجزائرية ليعبروا من خلال كتاباتهم عن هوية وثقافة المجتمعات الغربية، وفرنسا على التحديد، فهل ما يكتبه هؤلاء يعتبر أدبا جزائريا، أم أنه يندرج في إطار خدمة الأدب والثقافة الفرنسية؟
أثبت الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية حضوره عالميا كأدب مميز ذو قيمة فنية عالية أهلته لنيل العديد من الجوائز الإقليمية والدولية، لكنه طرح بالمقابل إشكالية الانتماء والهوية، وموقفه من التغيرات الحاصلة في المجتمع الجزائري والتعبير عن ثقافته وإيديولوجياته المعرفية المكونة له، وفي هذه النقطة، يرى الروائي واسيني الأعرج أن الإشكال معقد لأنه ارتبط عضويا بالثقافة الجزائرية التي تنتج بلغتين، وهناك خيار أن نلغي تلك الكتابات ونقول إنها ليست جزائرية وأنها تنتمي للبلد الذي أنتجت بلغته، ويصبح الأدب الجزائري فقط ما يكتب بالعربية•• لكن هنا ـ حسب واسيني ـ نحن نقصي جزءًا كبيرا من الفاعلية الثقافية الجزائرية وخصوصية البلد التاريخية المربوطة بآلية استدمارية بقيت في الجزائر لأكثر من قرن ونصف، تولدت عنها مشكلات كثيرة منها المشكلة اللغوية التي نعاني منها حتى اليوم، فلو أخذنا بهذه الخصوصية لابد من إدراج الأدب الذي يكتب بالفرنسية ضمن السياق الجزائري• ويضيف الأعرج قائلا: >•• الآفارقة الجنوبيون يفتخرون بكوتزي الحائز على نوبل مؤخرا، ككاتب إفريقي جنوبي رغم أنه يكتب بالإنجليزية<•• وحسبه، فإن ما يكتب بالفرنسية في الجزائر لا يعيد إنتاج فرنسا كثقافة واستدمار، وقيم النور والانفتاح والحداثة مادام يبقى محافظا على الروح الجزائرية، فلو أخذنا أعمال بوجدرة وميموني وآسيا جبار نجدها تعبر عن ثقافة جزائرية، وترتبط عضويا بالهوية الوطنية، في حين هناك كتاب آخرون، والكلام لواسيني، تكونوا وعاشوا في فرنسا وتشبعوا بثقافتها أمثال ليلى صبار ونينا بوراوي وغيرهم، فهؤلاء يعبرون عن المجتمع الفرنسي في أعمالهم الروائية والأدبية، وهم لا يلامون على ذلك لأن ردود أفعالهم الثقافية والروائية تنبع من المجتمعات التي تربوا فيها كما أن فرنسا تعد جزءا من ذاكرتهم.
وحين نأخذ ما كتبه بوجدرة وأنور بن مالك نجدهم عانوا في الجزائر وارتبطوا بثقافتها فلا يمكن اعتبار ما كتبوه أدبا فرنسيا.
من جهة موازية، يؤكد واسيني أن بعض الكتاب المفرنسين أنانيون ولم يساعدوا على إبراز الأدب الجزائري المكتوب بالعربية عالميا من خلال الاحتفال به وترجمته مثلما فعل الطاهر بن جلول مع >الخبز الحافي< للروائي المغربي محمد شكري• فلبن جلول الفضل في تقديم شكري للقارئ الفرنسي أما في الجزائر لا يوجد من يقوم بهذا العمل >لأن المغاربة لديهم توازن لغوي، أما في الجزائر فالذي لديه لغتان أناني<• وهنا يرى واسيني أنه على الأدب الجزائري المكتوب بالعربية أن يفرض نفسه دون وسيط، غير أن الكاتبة ومديرة المعهد العربي العالي للترجمة إنعام بيوض ترى أن الترجمة ليست مهمة الكاتب بل مهمة المترجمين قبل إلقاء اللوم على الأدباء وإتهامهم بالأنانية لأن عملهم ينحصر في الإبداع وهنا ـ تقول بيوض ـ إنه علينا الاهتمام بتكوين المترجمين لإبراز الأدب الجزائري المكتوب بالعربية، كما أنها ترى أن الأدب ليس حبيس لغة معينة بل هو رؤية للعالم والمجتمع لا يمكن لها التخلص من بيئتها وبالتالي مهما كان الوسيط فلا يمكن القول عن الكتابات الجزائرية بالفرنسية إنها أدب فرنسي• في ذات الموضوع، يرى الروائي محمد صاري أن الإشكال الذي طرحه الأدب المقارن هو هل توجد آداب متعددة تنتمي إلى قوميات متعددة تكتب بلغة واحدة على غرار الأدب الانجليزي والأمريكي والإيرلندي، وهل الأدب الأمريكي في البداية اعتبر أدب المستعمرات الانجليزية• وهنا يقول صاري إنه إذا عدنا للمدرسة المقارنة عند الفرنسيين فالأدب الجزائري المفرنس ينتمي للأدب الفرنسي أما من منظور المدرسة الانجليزية فهو أدب جزائري• أما في قواميس الأدب الفرنسي فلا تدخل النصوص الجزائرية الفرنسية ضمن الأدب الفرنسي بل تندرج في إطار الأدب الفرانكوفوني وهنا يطرح مشكل الإنتماء، فإن أخذنا أن كل أدب ينتمي إلى لغته فهو أدب فرنسي وإن أخذناه من منطلق أنه يعبر عن الثقافة الجزائرية فهو أدب جزائري، ويعتقد صاري: >أن هناك صعوبة في التصنيف <•
ومن جهته، يرى الروائي عبد العزيز غرمول أن هذا حادث ملفت في التاريخ الأدبي الجزائري، ففي الماضي كان الكتاب يكتبون بالفرنسية لأن لغتهم العربية لا تسمح لهم بالتعبير الدقيق عن أفكارهم نظرا لأن تكوينهم الأدبي تم بالفرنسية أصلا، وهذا يمكن فهمه تماما• لكن جيل العربية الذي تحول للكتابة بالفرنسية له أهداف أخرى، ومنها خاصة البحث عن الشهرة خارج نطاق العربية، لأن بوابة العالمية بالنسبة إليهم تمر عن طريق الفرنسية• هذه خيارات في الحياة لا يمكن مناقشتها• لكن هناك بعض علامات الاستفهام تبقى في حاجة للنظر ومنها بشكل خاص: هل ما يكتبه هؤلاء الكتاب باللغة الفرنسية يرقى لمستوى الكتابات العالمية، وثانيا: هل ما يكتبونه يساهم في إثراء الأدب الجزائري؟
إن الكتاب الذين أصبحوا عالميين لا يفتأون يذكروننا بشيء مهم وهو أن العالمية تمر حتما بالجودة، وبعد ذلك تأتي اعتبارات أخرى لا تقل أهمية ومنها المحلية والصدق والتفرد •• الخ• فأفضل وأصدق الأعمال تنطلق من بيئات الكتاب وثقافاتهم ومشاعرهم الملتصقة بتراب وسماء وأحاسيس بلدانهم وشعوبهم، فلم يصبح أمين معلوف عالميا لأنه يكتب بالفرنسية وإنما لأنه يكتب جيدا، ولم ينل ماركيز حظوة في العالم إلا بالتعبير العميق والعجيب عن ماكوندو•• ولا نزال معجبين بشخصيات نجيب محفوظ لأننا نشعر، ونحن نقرأ رواياته ونلمسها بأصابعنا، صدق وتصوير لا مثيل له•• فالعالمية ليست لغة وإنما جودة، والذين يركضون وراء وهم العالمية من خلال الفرنسية يثيرون ضحك الفرنسيين لأن أغلب الكتاب الفرنسيين لا يصبحون عالميين إلا بعبورهم للغات أخرى بجودة ما يكتبون لا باللغة التي يترجمون إليها.
ويعتقد غرمول أن المشكلة في الموضوعات التي يراهن الكتاب الجزائريون على النجاح بها في الكتابة بالفرنسية، ذلك أن الثقافة الفرنسية تطالبهم، أو يظنون أنها تطالبهم، بالكتابة بشكل معين وعن موضوعات معينة كي تتقبلهم• ومن خلال مطالعة كتاباتهم نلمس هذا العداء المخترع لكل ما هو جزائري وعربي وإسلامي، وليس ديني، ثم استغراقهم في التعبير الجنسي وتصوير الإرهاب كما في أفلام سكورزس الخيالية، وباختصار كتابة من نوع اللعب على عواطف الفرنسيين كي يسمحوا لهم بدخول مجالهم الأدبي، ويعتقد أن هذه قلة حياء فالفرنسيون يعرفون بشكل جيد الفرق بين أدب جيد وآخر رديء، بين أدب صادق وآخر متملق، كما أن السياسة هنا تلعب دور التاجر لتسويق صورهم أو الصور التي يبتدعونها عن بلدهم لأسباب أخرى لا تمت بصلة لإبداعهم ولا للغة التي يكتبون بها، لكن ذلك مؤقت بدليل أنه حالما يسدل الستار على مرحلة معينة تصبح تلك الكتب كالأحذية المستعملة لا أحد ينتبه إليها سوى الحفاة !
عن ميلاد الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية
بتاريخ 4:21 م بواسطة عمار بن طوبال
كانت الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسة سابقة تاريخيا على نظيرتها المكتوبة باللغة العربية، حيث كانت سنوات الخمسينات من القرن الماضي فترة تاريخية شهدت ميلاد الرواية الجزائرية ذات التعبير الفرنسي محاولة استبطان المجتمع الجزائري الذي كان يمر بمخاض اجتماعي وسياسي عسير كانت نتيجته سنة 1954 هي انفجار الثورة التحريرية التي وضعت حدا للتواجد الفرنسي بالجزائر؛ في هذه الفترة كانت اللغة العربية ( رغم نص رضا حوحو المؤسس ) لا تزال غارقة في خطاباتها الإصلاحية متأثرة بنهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الإصلاحي والتربوي، الذي اعتمد على الشعر والمقالة في تبليغ رسالته التربوية الإصلاحية، ولم ينتبه للرواية كجنس أدبي ذو خطورة وحضور في المجتمعات التي تنفتح على الحداثة الاجتماعية والأدبية.
إذن، والحالة هذه، فإن جمعية العلماء المسلمين ونهجها الإصلاحي كان عاملا رئيسا في تأخر ظهور جنس الرواية باللغة العربية في الجزائر المستعمرة، رغم ظهور هذا الجنس باللغة الفرنسية على يد كتاب جزائريين أثناء نفس الفترة، وهذا الرأي هو ما يذهب إليه مخلوف عامر في كتابه: الرواية والتحولات في الجزائر، حيث يؤكد مخلوف عامر أنه منذ " بروز الحركة الوطنية كانت الأولوية –دوماً- للخطاب السياسي الأيديولوجي، فلم يكن أدباء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يهتمون بالناحية الجمالية، بقدر ما كانوا يهتمون بالدلالة السياسية والاجتماعية في كتاباتهم. فبقي الشعر في حدود القوالب التقليدية، وتخلّف عن شعر المهجر وتجديداته، ونال فن المقالة الحظّ الأوفر من الكتابة النثرية ثم كان المقال القصصي –فيما بعد- أقصى ما بلغه الفن القصصي قبل حرب التحرير" ([1] )، هذا الرأي هو نفس ما يذهب إليه واسيني الأعرج، وكذا رمضان حمود الذي يقول عن الجهود الأدبية لأعضاء وأنصار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: " إنهم بلغوا الأمانة التي استودعت في أيديهم إلى أيدينا بغير خيانة ولا تقصير لا أكثر ولا اقل والأمانة هي اللغة العربية لا غير "([2])، فالجمعية ربطت الأدب والنقد بأهدافها وفق رؤية إصلاحية ترى ضرورة الحفاظ على مقومات الهوية الجزائرية من لغة ودين بعيدا عن أية إضافة لما كان موجودا في المجال الأدبي المتوارث عن الأسلاف، وهذه الرؤية رغم ضرورتها الحضارية في ظل الظروف التي عاشتها الجزائر المستعمرة وخصوصا مع السعي الدءوب للاستعمار الفرنسي لمحو كل المقومات الهوياتية للشعب الجزائري وخصوصا اللغة والدين، غير أنها، أي هذه الرؤية الإصلاحية، وقفت حجر عثرة في طريق نهضة أدبية على غرار ما عرفته الأقطار العربية المشرقية منذ أواخر القرن التاسع عشر.
ورغم رفض بعض النقاد الجزائريين لهذه الفرضية التي تربط بين الدور الإصلاحي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتأخر ظهور الجنس الروائي باللغة العربية في الجزائر إلى ما بعد الاستقلال، إلا أن الرأي الغالب يميل إلى التأكيد على هذه الفرضية(*)
مع أن جعفر يابوش في كتابه: " الأدب الجزائري الجديد، التجربة المآل" يرى عكس هذا الرأي ويؤكد على الدور الكبير الذي لعبته الجمعية ورجالاتها في النهضة الأدبية في الجزائر حيث يرجع الفضل في " تحريك الهمم وشحذ القرائح وسريان الأقلام إلى زعماء الحركة الإصلاحية في الجزائر، لأنها جعلت من صحافتها المكتوبة ومن منتدياتها الفكرية ومدارسها التعليمية، المجال الحر للتنافس بين الأدباء والمفكرين ومن مختلف المشارب الفكرية والمذاهب والنزعات الأدبية"3
وهذا التأكيد على الدور الكبير لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في النهضة الأدبية هو ما يؤكد عليه أيضا الناقد عبد المالك مرتاض في أطروحته الموسومة بـ " فنون النثر الأدبي في الجزائر، 1931 – 1954 " حيث قام بجمع " مادة بحثه هذه من 32 مجلة وصحيفة جزائرية صادرة بين 1925 و 1956 مستخرجا منها 16 قصة و 01 رواية واحدة و11 عشرة نصوص مسرحية { هكذا }، ومعظم هذا الإنتاج نشر على مجلات جمعية العلماء المسلمين..." 4
وإذا كان إعطاء حكم نهائي ومطلق على النهج الإصلاحي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودوره في تأخر ظهور جنس الرواية بالجزائر، وفي الوقوف حجرة عثرة في طريق التجديد الأدبي بسبب لغتها الدينية أولا، ونظرتها الماضوية فيما يتعلق بفنون الشعر والنثر العربيين ثانيا، فإننا نميل لتبني الرأي القائل بأن دور الجمعية لم يأت بإضافة نوعية بالقياس إلى ما كان يجري من حولها، سواء في المشرق العربي الذي شهد نهضة أدبية حقيقية، أو في الجزائر التي شهدت بعض المحاولات الروائية من طرف جزائريين يكتبون باللغة الفرنسية سرعان ما تحولت إلى ظاهرة أدبية خلال فترة الخمسينات، وهذا ما سنتطرق إليه لاحقا من خلال الحديث عن نشأة الرواية الجزائرية ذات اللسان الفرنسي.
أسبقية الرواية ذات التعبير الفرنسي:بالرغم من المحاولات الأولى البسيطة في التأليف الروائي باللغة العربية في الجزائر مع رضا حوحو ( غادة أم القرى 1947 ) وعبد المجيد الشافعي ( الطالب المنكوب ) ونور الدين بوجدرة ( الحريق )، إلا أن الرواية الجزائرية ذات التعبير الفرنسي تعتبر سابقة تاريخيا من حيث الظهور عن مثيلتها المكتوبة باللغة العربية، حيث شهدت سنوات الخمسينات من القرن الماضي ميلاد الرواية الجزائرية ذات التعبير الفرنسي، في حين تأخر ظهور الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية إلى غاية سبعينيات القرن الماضي على يد عبد الحميد بن هدوقة بروايته " ريح الجنوب " سنة 1971، والطاهر وطار برواياته الأولى، خصوصا رواية " اللاز " التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ المتن الروائي الجزائري.
تعبر سنة 1950 هي سنة ميلاد الرواية الجزائرية ذات التعبير الفرنسي على يد كوكبة من الروائيين الجزائريين الذين تعلموا في المدرسة الفرنسية وحصلوا نصيب وافر من الثقافة الفرنسية دون إن يفقدوا إحساسهم المرهف بنبض مجتمعهم الذي كان يعيش وقتها حركية استثنائية على جميع الأصعدة السياسية والثقافة والاجتماعية، في هذه السنة ألف مولود فرعون رواية " ابن الفقير "، ليتبعها بروايات أخرى صدرت خلال عشرية الخمسينات وهي روايات: " الأرض والدم " عام 1953، " الدروب الوعرة " سنة 1957، كما ألف مولود معمري " الهضبة المنسية " عام 1952، ورواية " السبات العادل " عام 1955، لينشر بعد الاستقلال روايته الملحمية التي تحولت لفيلم سينمائي حصد السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي عام 1975، وهي رواية " الأفيون والعصا " سنة 1965 أما محمد ديب فقد نشر ثلاثيته الشهيرة في عشرية الخمسينات بداية بـ " الدار الكبيرة " عام 1952، ثم " الحريق " عام 1954 ، ليلحقها برواية " النول " عام 1957، ويواصل بعدها نشر باقي أعماله الرواية التي حضت بشهرة عالمية واسعة خصوصا في المجال الثقافي الفرانكفوني، وخلال نفس العشرية التي شهدت ميلاد الرواية الجزائرية ذات التعبير الفرنسي، أي عشرية الخمسينات من القرن الماضي نشر كاتب ياسين روايته الشهيرة " نجمة " سنة 1956، كما نشر مالك حداد روايته " الانطباع الأخير " سنة 1958، ورواية " سأهبك غزالة " سنة 1959 ، ليتلوها لاحقا برواية " التلميذ والدرس " سنة 1960، وكذا رواية " رصيف الأزهار لم يعد يجيب " سنة 1961؛ أما الصوت النسائي الأكثر بروزا ضمن هذه الكوكبة فقد مثلته آسيا جبار، التي نشرت روايتها الأولى " العطش " عام 1957 ، لتتلوها برواية " الجازعون " سنة 1958، ورواية " أبناء العالم الجديد " سنة 1962.
إن ما يميز هذه الكوكبة من الروائيين الجزائريين والذين حصلوا جميعا على شهرة وحضور كبيرين على المستوى النقدي والإعلامي وكذا على نسبة عالية من المقروئية خصوصا لذا عموم القراء الناطقين بالفرنسية، ما يميزهم جميعا، هو كونهم خريجي المدرسة الفرنسية التي أتاحت للجزائريين تلقي نصيب من التعليم؛ وكذا ارتباطهم – رغم ثقافتهم الفرنسية – بهموم مجتمع " الأهالي " وتعبيرهم عن عمق المجتمع الجزائري مستعملين اللغة الفرنسية كوسيلة توصيل للرؤى الإبداعية التي يتبنونها ويدافعون عنها، وما ميز كتاباتهم أيضا، هو إعطاء صوت للجزائريين داخل المتن الروائي المكتوب باللغة الفرنسية، حيث أن الرواية الفرنسية عموما لم تهتم بوضع الجزائريين ولم تقترب منهم إلا نادرا، فقد ظل " لانديجان " في نظر المستعمر والرجل الغربي مجرد إنسان متوحش بليد وعدواني، يعطي صورة عن الشرق الاكزوتيكي الذي صوره فنانو أوروبا وروائيوها من خلال أعمال متخيلة لا تلتقي بالواقع إلا نادرا، أي أن الغرب خلق الشرق الذي يبحث عنه كما بين ذلك ادوارد سعيد في كتابه الاستشراق، وهذه النظرة الغير الواقعية للأهالي هي التي وظفها الروائيون الفرنسيون – حتى الذين عاشوا بالجزائر – وهم يتناولون الأهالي في أعمالهم؛ وحول هذه النقطة بالذات تتميز الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية عن مجموع المتن الروائي الفرنسي، حيث أن الروائيين الجزائريين أكثر معايشة للواقع الجزائري ومشاكله وإشكالاته من زملائهم الفرنسيين " حيث أنهم لم يمارسوا الأدب إلا بعد التجارب التي اقتنوها في مختلف الحرف، لذلك جاءت موضوعاتهم الأدبية تعبر عن خبرة شخصية بالمشاكل اليومية. وهكذا نجد كاتب ياسين، مثلا، قد احترف الصحافة والعمل في المواني والزراعة قبل أن يمارس الأدب. أما محمد ديب فقد اشتغل محاسبا ونساجا ومعلما وصحفيا قبل أن يدخل ميدان الأدب. ومن المهم أن نلاحظ أنهم جميعا قد مارسوا حرفة التعليم..."([5])، ولهذا نجد أن الروائيين الجزائريين وهم يكتبون بالفرنسية لم ينسلخوا عن مجتمعهم ولا تجردوا من هويتهم، رغم إحساسهم بشيء من التمزق بين ثقافتين، ثقافة فرنسية ذات أفق عالمي اكتسبوها من خلال دراستهم في المدارس الفرنسية ومن خلال سفر معظمهم إلى فرنسا والعيش فيها لفترات معينة والتأثر بأسلوب الحياة الغربي، وبين ثقافة أصيلة عربية وبربرية لا تزال تؤمن بالغيبيات التي تحكم حياة الفرد، وتسيطر عليها " جميع التقاليد والعادات والطبائع والتصورات التي تريد أن تسجنه في قيود لا تنفصم "([6])؛ فنجد كتاب الرواية الجزائرية ذات التعبير الفرنسي في تلك الفترة المبكرة لميلاد الرواية الجزائرية قد تحدثوا وبكثير من الصدق عن معاناة الإنسان الجزائري وطموحاته، ونقلوا مشاكله اليومية من فقر وبطالة وهجرة وظلم ورغبة في الارتقاء و الانعتاق، من الواقع المعيش إلى العالم الروائي وفضاءه الإبداعي، متجاوزين النظرة الرومانسية والغنائية التي ميزت الرواية الفرنسية في تناولها للفرد الجزائري والتي ظلت تركز دوما على العناصر البدائية التي تستهوي القارئ الغربي وترضي ذائقته التي شكلتها المدرسة الإستشراقية.
ـ
__________________
سلااااااااامي للجميع ...
لا تنسوني من دعاءكم…
و في الختاام تقبلوا تحياات Chafik.Dz