الألم و الشوق إلى الحنين

أيها القمر...لقد أتيتك بأخباري...بأحلامي...أين أنت..فلقد تعبت من الانتظار...ترى أين هو...طال انتظاري له...فأحسست بأنه تخلى عني...يا قمري..يا مؤنسي..لماذا...
لماذا هدا الوداع القاسي...فلقد رأيت فيك شمعة في حياتي..نيرة في كل سطر ...في كل ظلمة...فيالك..من مرشد و ناصح...فلقد أرجعت إلي حلاوة الحياة...ما بك غائب عني..لماذا رحلتني..فقلبي يسأل عنك...محتاجا حضنك الدافء..طالبا العودة إلي ...مؤنسا لوحدتي...غفقد جئتك بأحلامي...
لا..لاأظنها دائمة...آه فقد سد طريقي من جديد...سد بعدما كان هناك أمل للإبحار في جو عاصف..يالي من نجمة تملك قلبا رقيقا لا يتحمل...لا يتحمل الأعاصير...
لا يتحمل مرارة الحياة...أظنني على صواب...فالحياة إلا دائرة تدور...تدور بمرارتها المستمرة...لم يبق لهذا القلب الصغير إلا أن تتوفاه النية ... منتظرا استقلال قلبه...
منتظرا له الحرية التي يتمناها كل مغبون و مهموم..ما لبثت هنينات أحاكي نفسي حتى سطع نوره الذي كاد أن يفيق كل النجوم من سباتها...
حدثته مخاطبة:ما بك...مالك..أين كنت؟..طالت غربتك..قتلني اشتياقك...لماذا تركت نجمتك تذوق المرارة بدل الحلاوة..
بعد تساؤلاتي التي ألقيتها له كسهام حتى ظهر لي بوجه غير مألوف...اندهشت من وجهه الحزين و الكئيب..مابك يا قمري...هل من خطب...هل من شيء يقلقك...
طالت استفساراتي و الدموع تتدلى على وجنتي أنتظر جوابه...أحسست بحرقة تمزق قلبي و تقطعه فتاتا فتاتا...
أجابني خائفا و مكتئبا:اعذريني يا نجمتي على الغياب الطويل..فلم أقصد التأخر..إلا أن ظروفي شغلتني...
لا يا قمري لم الأشغال ..فلك نجمة واحدة ..عندك واحدة تؤنسها وتشاركها الوحدة...عندك فقط أنا ...أجابني:إن مهمة ما قد شغلت فكري ...قتلت نومي...

قتلت ابتسامتي..ففشلت و انهارت قواي ...
مهمة ماذا...هل لي أن أشاركها..علني أقدم مساعدة
لا ..هذه مهمة شخصية يا نجمتي...حسنا قل لي ما سبب حزنك؟..فلقد أحزنتني معك...أخبرني سأحمل حزنك عن عاتقك...
أنا راضية بتحمل حزنك...المهم أن تعيش سعيدا...
فما أشعر إلا وقد جاء أجلي...لا..لا يا نجمتي إن عطفك هذا قد قتلني ..لكن هل بطلب؟..لا تتركي قمرك وحده يعاني وحدة الحياة و قساوتها ...فمن يؤنسني بعدك..فليست كل النجوم نيرة و لئالأ مثلك...فلن أستطيع الظهور بعد غيابك..لم أكن أريد الظهور بسبب حزني ...لكن عندما أحسست بحرقتك عذبني ضميري إلا أن آتي إليك..
يا نجمتي إذا اتحدت معك فسيكون هناك أمل و سعادة..وإن لم أتحد فسأفشل و سأعاني و سينطفؤ ضوئي...هل أنت راضية عما سيحدث لقمرك؟...
لا أبدا لن و لن أرضى ...إن واجبي حمايتك و مؤانستك و التخفيف عنك..فقلبي ضعيف كيف له أن يتحمل ما يحدث لقمرها الوحيد...
إن نجمتك معك...معك في السراء و الضراء...مستعدة للمغامرة و التحدي من أجل إسعادك ...فهدفي هو أن أرى قمري متلألأ..سعيدا..مشعا..منيرا..ناصحا..مرشدا...محبوبا..
أجابني و دموع الفرحة بادية عليه :أعلم أنك نجمتي الوحيدة ..يا لها من براءة و حنانة..لقد أرجعت إلي روحي الخامدة...سأخوض مهمتي بشجاعة و تفاؤل و إقدام وبحكمة بالطبع..فيا نجمتي ..يا قوة قلبي...سأثبت لك أن قمرك لن يخيب ظنك مهما صادفت و عانيت و قاسيت و غامرت..فلا بد من طريق..من منفذ لتخطيها...
الحمد لله ...الحمد لله..امضي إلى مهمتك فسأكون ساجدة لله ...داعية..باكية...راجية تحقيق نجاحك وطموحك..فإنني منتظرة خبرك في أقرب وقت...
إنك دائما في قلبي ..لا تتأخرعلي ...قلبي معك..معك ليشاركك مهمتك لأن سعادتك هي سعادتي...
بالطبع إنك معي يا نجمتي..اعذريني فالوقت يداهمني يجب أن أستعد و أجهز نفسي للخوض في هذه المعركة الهادئة ...يا قمري لا تنساني ..لا تنساني ..لا تتركني وحيدة فما عندي غيرك...
ودعني و القوة منقوشة عليه
مهمته ودموعي منهمرة لحزنه غير المألوف ...
فيا ربي ...يا ربي أنر له طريقه في تلبية طموحه ...يا رب العالمين كن معه..فما بقي لي سوى نور واحد ...يكمل لي دربي...لو لم يكن هو لعشت غارقة في بحر أحزاني و همومي المتراكمة...
فيا إلهي وفقه..وكن له العون في سعادته...فأملي أن يعود بأخبارسارة...مفرحة..فأظن أنها قضية صعبة و قاسية..إلا أنه لم يخبرني ربما خائف من أن يزيد همه على همي..
يا ربي أرح قلبه ليرتاح قلبي و يكمئن..سأدعو لك يا قمري..وأنت إنك في قلبي دائما..
فسامحني إن لم أنتظرك ...ربما تكون نهاية مشواري...فإني أحس بضوءي ينطفؤ شيئا فشيئا..ما عليك إلا أن تجاهد...فأنا أراقبك في كل خطوة ...لآتيأس و لا تقلق...

جميل ما كتبته حقا اختي سميرة

سلمت يمناك

واصلي الكتابة

سلامي لك

الله الله على الابداع والروعة في التعبير

والوصف للمشاعر الملتهبة بل المحترقة شوقا ولهفة
فسلمت الأنامل التي خطت لنا هذا البوح

وأرجو تقبل مروري.. وتحياتي