حمدا لمن بيده زمام الأمور،حمدا لمن هتك ظلمات الضلالة بالنبي العدناني،أنزل عليه القرآن ،بالهداية والبيان وأرسله بإيضاح البيان،فكشف مكنون المعاني ببديع بيانه وفصاحة لسانه إذا أراد أمرا فإنما يقول له: كن فيكون،فسبحانه تقدست أسماءه،وجلت صفاته.
وبعد:
الشخصيات الواردة في القصة:- أحمد طالب جزائري
- عبد الجبار زميل أحمد
- الشيخ عبد الحكيم
- جاك
-كلوديا
الأماكن الواردة في القصة:-الجزائر مدينة السلام" خنشلة"
-فرنسا جامعة السربون
- مستشفى طب العيون 20 15 بباريس
- الحي الجامعي
القصـــــــــــــــة:تبدأ حكايتنا يوم
05 جويلية 2011 المكان الجزائر جبال الأوراس الشامخة، مدينة السلام
"خنشلة " منزل عمي الطاهر الزغاريد تعم أرجاء المنزل إنه حدث كبير لقد نال ابنه أحمــد شهادة البكالوريا بعلامة ممتاز كل العائلة سعيدة لقد حضر جميع الأصدقاء، و الأقارب لتهنئة أحمد غير بعيد عن منزل عمي الطاهر في منزل عبد الجبارـ جار و صديقـ أحمد ـ عمت الأفراح أيضا هناك لقد نال هو أيضا البكالوريا بعلامة ممتاز لقد كانا طالبين مجتهدين و ناجحين...
بعد شهر :من إعلان النتائج و إفتتاح التسجيلات في كل الجامعات .
قرر أحمد و عبد الجبار مواصلة مشوارهما التعليمي خارج بقاع الوطن قصد نيل شهادة الدكتوراه في طب
" العيون" فكانت الوجهة باريس " جامعة السربون "
جهز كل منهما وثائقه و حقائبه لتكون الوجهة بلاد النور على حد قول البعض ـ رغم أنني أؤمن أن بلاد النور هي البقاع المقدسة
* مكة *ـ المهم توجه الصديقان إلى الجامعة و سجلا في معهد الطبـ ، و ماهي إلا أيام حتى بدأت رحلة الدراسة في معهد الطب.
تعرف أحمد و عبد الجبار على أصدقاء جدد كانوا من جنسيات مختلفة و كان من بينهم أحد اليهود المتنكرين اسمه
"جاك" .
و في ليلة من ليالي باريس الباردة دق جاك باب أحمد و عبد الجبار ليطلب من أحمد مرافقته لشراء بعض الأغراض فوافق أحمد و قال لعبد الجبار إنها فرصة ذهبية لإستكشاف باريس ابقى هنا سأعود لاحقا، بدأ أحمد يتجول رفقة الصاحب الجديد إلى أن وصلا إلى أحد المنازل فدق جاك الباب فإذا بحسناء تفتح الباب و ترحب بهما إندهش أحمد و دخل معه ، و ما هي إلا لحظات حتى جاءت الفتاة
كلوديا بقنينة خمر إحمر وجه أحمد و إندهش بسبب ما يدور حوله و بدأ في الإستغفار .
فعرض جاك على أحمد كأسا إلا أنه رفض و قال أنه حرام ...
قالت كلوديا لجاك ما بال صديقك لا يشرب معنا فأجابها إنه مسلم و يمكن أن يكون صديقك إلا إذا...
فهمت كلوديا قصد جاك جيدا
* إنه يريد أن يوقع بأخينا في غياهب الرذيلة والفسق*... بالفعل لقد حصل ذلك لقد نالت حنكة الفتاة من عزم ذلك الفتى المسكين فشرب حتى ثمل بعد أن همست في أذنيه كلاما جميلا يذيب العواطف و يثمل العقول حتى أقنعته بشرب الخمر. لا يخفى على الجمـــيع فكيدهن عظيم .
إنتهت السهرة و عاد أحمد إلى غرفته يجر أذيال الهزيمة. لقد
خالف شرع الله.عاد إلى غرفته مع أذان الفجر فوجد عبد الجبار يستعد للصلاة فخاطبه عبد الجبار أسغفر الله العظيم أظن أنني أشم رائحة خمر يا أخي؟
أجابه أحمد بلغة غيرمفهومة: أي خمر تتحدث عنه يا غبي؟
عبد الجبار: قم لنصلي معا.
أحمد: دعني أنا متعب لن أصلي الآن سأصلي لاحقا
عبد الجبار : منذ متى كنت تترك صلاتك يا أخي منذ متى كنت تجالس السفهاء و العصاة ؟؟
أحمد: دعني أنام قل أن أكسر رأسك ...
استقبل عبد الجبار القبلة وشرع في الصلاة و الحزن يفتك به على حالة صديقه التي تغيرت .
بعد مرور أسبوع:توجه أحمد إلى بيت كلوديا طالبا الرذيلة تاركـًا رحمة ربه، متناسيا سبب مجيئه إلى هنا ...
نعم لقد بدأ يتغيب عن الدراسة و كان يمضي جل وقته مع رفقة السوء، لقد وصل به الأمر إلى شرب المخذرات و كل أنواع السجائر ، دق أحمد باب الذنب طالبا الشهوة تاركاً جنان الرب و عزة الإسلام فتحت كلوديا الباب لتعانقه بشدة ثم إختلت به في إحدى الغرف لتعزف على مسامعه كل أغاني الرذيلة و النجاسة سقته خمرا حتى ثمل زينت له الفاحشة حتى إقتنع و أدمن...
لقد نالت منه و من أخلاقه الفاضلة التي أتى بها من بلاد المليون ونصف المليون شهيد من أرض الإسلام والمسلمين.
غير بعيد عن نزل الرذيلة والفحشاء في الحي الجامعي وجدنا عبد الجبار منكبا على الدراسة، و يقرأ ما طاب من الذكر الحكيم يصلي صلاته في وقتها، محتارا في أمر أحمد و جلساته مع الخمر و النساء الساقطات أمثال المدعوة كلوديا.لكن الشي الذي زاد الطينة بلة هو إصرار أحمد على الرذيلة رغم كل النصائح التي كان يتلاقاها من رفيق دربه.
أجل لقد تمكنت آبالسة الأرض من أسر أحمد بين قضبان الرذيلة والذنوب حتى صار واحد من الذين يعثون في الأرض فسادا و تمردا على فضل الله و نعمه...
يومان قبل الإمتحان:انفرد عبد الجبار بنفسه وأطلق العنان للدراسة والإجتهاد بينما كان أحمد يتسكع رفقة جاك و كلوديا في غياهب الرذيلة و الذنوب : خمر، مخذرات، أقراصـ ، زنــا ، فاحشة، سرقة ، كذب ، ...
يوم الإمتحان: يكرم المرء أو يهان...
توجه الطلبة إلى
مستشفى 20 15 بباريس مستشفى متخصص في طب العيون قصد إجراء مسابقة للطلبة دخل عبد الجبار ثم لحق به أحمد بدأ البروفيسور يوزع المهمام والأسئلة على الطلبة فنزلت على رأس أحمد كالصاعقة لم يفهم شئ مما يدور حوله ، عكس ذلك تماما لقد كان عبد الجبار يجيب بكل فخر و ثقة...
بدأ أحمد يتذكر أيام الماضي كيف كان يحصل على علامات ممتازة و كيف كان يتصدر قائمة الناجحين حتى إحتوت الحسرة قلبه المغلف بالخطايا، إنتهى الإمتحان و إلتقى الصديق بصديقه فأخذ عبد الجبار بيد صديقه و بدأ يخفف عنه وطآت أحزانه و آلامه التي أحاطت به .
عبد الجبار: لقد نهيتك عن مصاحبة الغرباء يا أخي .
أحمد: صدقت ولكن لقد فات الآوان . ماذا أقول لأبي و أمي و كل من ينتظرني هناك .؟
عبد الجبار: أنا أعلم من تكون يا أخي تستطيع أن تنجح في الدور الثاني من المسابقة فقط ثق بالله و بنفسك.
أحمد: أتظن ذلك؟
عبد الجبار: توكل على الله و ابتعد عما يغضبه و سيكون لك ما تريده ان شاء الله ...
أخي أحمد كن لله فيما يريد يكون لك فيما تريد .
بدأ الأمل يشع بين عيناي أحمد .
ثم خرجا من القاعة فإذا بشيخ كفيف يجوب الرواق كان يمشي بوقار و الإستغفار يزين فاه فتعجب كلاهما فقال عبد الجبار أنظر يا أخي إنه عربي لنسلم عليه .
إقتربا منه و وسلما عليه و تحدثا معه فقص عليه أحمد قصته فقال له
الشيخ عبد الحكيم: اسمع يا بني أبواب التوبة مفتوحة دائما و أبدا
العيب ليس في الخطأ يا بني و إنما في الإصرار عليه
ابني أحمد تذكر : كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ.
وما هي إلا لحظات حتى عانق أحمد الشخ عبد الحكيم و بدأ يذرف الدمع و يستغفر الله ...
بعد مرور 3 أشهر:عاد أحمد إلى أحضان ربه فأصبح لا يفارق المسجد و القرآن إلى أن حان موعد الدور الثاني من المسابقة
إجتاز أحمد الدور الثاني من المسابقة ونجح فيه و تم بفضل الله تسجيل إسمه رفقة عبد الجبار في كلية طب العيون ، عمت الفرحة و عاد أحمد إلى طريق الله تاركا كل الذنوب و الخطايا نادما على كل لحظة عاشها بعيدا عن نواميس رب العالمين.
بعد مرور سبع سنوات:يعود الدكتور أحمد و الدكتور عبد الجبار إلى أرض الوطن ليقدما خدماتهما إلى الأم الجزائر ...
الخلاصة:-نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله...
-كــلنا معرضون للخطأ و لكن ما أجمل أن نتدارك أخطاءنا قبل فوات الآوان و نعود بسرعة إلى أحضان رب السماوت و الأرض.
-علينا أن نتذكر دائما أن الله ينتظر عودتنا بشغف ليغفر لنا كل ذنوبنا،
-سارعوا إلى مغفرة من ربكم .
القضايا التي تعالجها القصة :- تذكر الصاحب ساحب
-الصاحب من أهداك عيوبك و نور دربك بنصائحه .
- رفقة السوء سبب رئيسي في خروج الكثير عن طريق الله.
- قل لي من صديقك أقل لك من أنت .
سلااااااااامي للجميع ...
لا تنسوني من دعاءكم…
و في الختاام تقبلوا تحياات Dz.SniperChafik.Dz