حمدا لمن بيده زمام الأمور،حمدا لمن هتك ظلمات الضلالة بالنبي العدناني،أنزل عليه القرآن ،بالهداية والبيان وأرسله بإيضاح البيان،فكشف مكنون المعاني ببديع بيانه وفصاحة لسانه إذا أراد أمرا فإنما يقول له: كن فيكون،فسبحانه تقدست أسماءه،وجلت صفاته.
وبعد:
جعل الله سبحانه وتعالى الحياة على هذه الارض سُنَّة كونيَّة قدرها بعلمه وبمشيئته وجعلها لبني آدم
منذ أن خلقهم إلى أن يَرِث الأرض ومَن عليها, فكم من عصور مرت وكم من قرون انقضت وكم من امم
سادت ثم بادت , كم من حضارة تفردت و تنوعت تحت سقف سماء الكرة الأرضية حيث نعيش في عالم
واحد وقد دبت فيه الحياة بقَدر الله فكم من اجيال تعاقبت خلال العصور والدهور كحلقات حضارية بنائية
متصلة يكمل بعضها بعضاً رغم شتاتها الجغرافي وتعدد منابتها . فالإنسان اكتشف النار واستضاء منها
النور كما اكتشف الطاحونة وصنع الفخار المشوي ليظل باقيا طوال الأزمان
وصنع العتاد والحذاء من جلود الانعام .كما صنع آلاته وأدواته وحرث أرضه وزرع
ليوفي الحاجة الحياتية وللتوافق مع طبيعة هذه الحياة ولتسهيل طرق العيش بها. وهذا تحقق من خلال
طبيعة البشر في الإبداع وميولهم للتطور.
فهؤلاء البشر صنعوا هذه الحضارة بالمشاركة الجماعية حيث قامت الحضارات التاريخية التي تعاقبت
عليها الاجيال منذ الازل على منوال واحد ولم يكن هناك تغير يذكر على الارض طوال هذه القرون والعصور
الغابرة فحياة الناس سواسية في الشرق مثلها في الغرب بيوتهم حجرات من الحجر الطين
وخيامهم من صوف الاغنام المواصلات بالحمير والجمال نورهم السرج مواعينهم الفخار يعتمدون في
معيشتهم على المواشي والمزارع ماءهم من وفرة الامطار هواء نقي وبيئة صالحة لباسهم من نسيج
ايديهم وسلاحهم من صنع ايديهم ادويتهم من تجاربهم مجبولين على الفطرة يبكرون بالنوم هدنة الروح
والجسد من صراع الحياة ويستيقظون مبكرين للسعي في طلب الرزق وان جاز الاعمال مثل العمل في
المزارع وجلب الماء ورعي الاغنام
هذه نبذه عن حال الأمم والشعوب التي خلت في دهاليز العصور والقرون الماضية ..
نستثني منها هذا القرن الذي نحن فيه فقد تغير فيه كل شيء وانقلب رأساً على عقب وفي فترة وجيزة
فلو سألنا من بلغ الثمانين من عمره عن أحوال أهل ذلك الزمان .. لكان جوابه كما أسلفت لكم من أحوال
القرون السابقة فلم يكن باستطاعتهم في ذلك الزمان معرفة أخبار العالم وما يدور فيه من فتن
ومصائب كما هو الآن بل غاية علمهم ما تمد إليه أبصارهم .. وهنا تقريباً انطلقت معالم التطور الحضاري
المذهل بالتدرج شيئا ً فشيء
فلو سألنا من عمره ستين سنه لوجدناه افضل ولكان هذا رده .. في زماننأ كنا نسمع ان فيه سيارات مع
اننا لم نراها فُتحت بعض المدارس وبعض المستشفيات عرفنا بعض الاشياء الجديدة علينا مثل الراديو
كنا نسمع منه بعض البرامج والاخبار هنا الراديو وكان لدينا مصابيح تعمل بالغاز وعرفنا بعض الاشياء
مثل المعلبات والارز والسكر والكبريت بإختصار بدأنا نرى اشياء لم يرونها أباءنا.
اما من هو في الاربعين سنه .. فيقول عرفنا التليفون والتلفزيون بدون الوان وفيه ناس عندهم سيارات
وفيه طرق معبده وكهرباء في بعض المدن وليس كلها
اما من عشرين سنه فما دون فقد رأينا العجب العجاب منها القنوات الفضائية التي تبث سمومها من
اصقاع الارض ثم النت والجوالات بما تحمله من وسائل التقنية ومنها البلاك بيري والفيس بوك وتويتر
وهذا ما جعل العالم قريه واحدة فما يجري الآن ولو في أبعد نقطة من العالم، يصلنا مباشرة من وسائل
إعلام لا حصر لها مع الصوت والصورة
ليس هذا فحسب بل هناك ما يعجز اللسان عن وصفه .. مثال ما نشاهده من شق الطرق وحفر الانفاق
وتطاول البنيان وتشييد القصور ومنها دخول الكهرباء لكل بيت والتفاخر بالسيارات الفارهة على تنوعها
ودرجات الرفاهية فيها و كثرت الاسواق وانتشار المطاعم بالمأكولات والمشروبات من كل ما لذ وطاب
والتقلب بين النعم التي لا تحصى ولا تعد وبالذات في العشر سنين الاخيرة
وبلا شك ان لها تبعات غير محمودة فقد تغيرت ملامح الحياة واصبح الناس في لهو وانشغال لم يعد
بعضهم يعرف بعض حتي الاسرة الواحدة لم يعد بعضهم يرى بعض فما بالنا بالطاعات والعبادات مثل
الصلاة والقران والذكر والتواصل والى اخره بقي ان نقول هنيئا لمن تمسك بدينه في هذا الزمان الذي
تلاطمت فيه امواج الفتن والملهيات وهنيئا لمن لم تشغله دنياه عن اخرته
وعن التأسي بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه الاخيار .. ولعلنا ادركنا هذا الحديث وقد يكون زمانه .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي .سلااااااااامي للجميع ...
و في الختاام تقبلوو تحياات Dz.Sniper