ليل السهر يجلب الانتباه
أينما وقع النظر , صوت المساء وعبق الأرجاء ونجوم السماء تحمل معها أسوء
الأشياء , صدى الإلحان ونسيم الزمان وخفافيش الليل تقول حان الأوان لا شيء
إلا الانتظار انتظار ماذا ؟ أتنتظر الانفجار , وهل ستنجلي ظلمة الانهيار ,
لا صوت إلا صوتهم ولا حقد كحقدهم خفافيش ترمي سمومها لتظهر وجهها القبيح
ولتقتل كل طفل وشيخ , وتمر الساعات وتزداد معها الآهات , وفجا تلك
الخفافيش تسارعت فأوقات نومها تقاربت وبعدها قطرات الندى تساقطت والورود
من فرحتها تمايلت وبعدها أصوات المنابر تصاعدت فنقل الضحايا قد بدأ ,
والشمس قد بزغت وأجفان من نام الليل تفتحت لتعلن عن بداية يوم أخر تنهمر
منه الدماء . . .
ماذا أقول لأزيد هذا ما حصل في ليالي غزة وهذا ما عتدنا على رؤيته كل مرة
لم تعد تلك الصور تحركنا ولم تعد تلك الآهات لتحزننا (على ما يبدو )
أليسوا عربا مثلنا أليس الإسلام يجمعنا إذا ماذا حصل ؟ أوصلت استهانتهم
بدمائنا إلى هذا الحد وضعفنا وتشتت كلمتنا إلى هذا القد .
أكثر من خمسين عاما من المعانات , أكثر من خمسين عاما من التهميش والإذلال
, ظروف لا مثيل لها قتل واعتقال وتهديم منازل والحجة هي أمن إسرائيل فمن
المعتدي ومن المعتدى عليه وأرض من تلك , إسرائيل أينما ذهبت تقول نحن أمة
ظلمنا عبر العصور من بابل وحتى المحرقة وتدعي أنها ظلمت وقتلت وشردت وسلب
أموالها وهدر دمها أينما حلت , لنفرض جدلا أنها ضلمت أفمن المعقول من عانى
من ويلات الظالم يصبح هو الظالم ومن كان مشردا يشكو الحال يصبح هو المشرد
وهو من يشكى الحال عليه , تناقض لا مثيل له , وهل سيرحمهم التاريخ , يدعون
أنهم يريدون أمن إسرائيل فيقتلون و يسلبون وهم بذالك يحققون أمنا وهميا
وناتج هذا الأمن جيل أكثر غضبا وحقدا لوجود إسرائيل فأي أمن هذا .
أرباب صهيون عملوا على مدار قرون , قرون كان أجدادنا العرب منشغلين بأمور
لا قيمة لها فهم يفكرون وبعدها يعملون ليحققوا المكاسب أما نحن كنا
ومازلنا نعمل فلا نصيب بعدها نجلس لنفكر فانظروا الفرق ...
ومع ذالك فأننا أمة صنعت التاريخ نحن أرباب حضارة من هنا بدا الزمان وهنا
أيضا سينتهي من هنا ظهر النور كله إلى الكفر كله من هنا بزغ نور الأنبياء
وهم بالمقابل اعتادوا أن يقتلوا الأنبياء هم شتات لا وطن , فالمجد كل
المجد للشهداء والعار كل العار لمن قتل الأطفال والنساء فبأس ما فعلوا .