sweet.girl مشرفة
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 216 العمر : 38 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| |
عطر الندى عضو شرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 802 العمر : 38 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 19/11/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 9:03 pm | |
| جزيتي الفردوس أختنا على الطرح مشكــــــــــــووووورة | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:08 pm | |
| خصائص شهر رمضانلما كان للصوم تلك الفضائل العظيمة والعواقب الكريمة ; التي سبقت الإشارة إلى طرف منها , فرضه الله على عباده شهرا في السنة , وكتبه عليهم كما كتبه على الذين من قبلهم , كما قال سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة، الآية: 183] فجعل سبحانه صيام رمضان فريضة على كل مسلم ومسلمة , بشروطه المعتبرة , التي جاء بها الكتاب والسنة . فدل على أنه عبادة لا غنى للخلق عن التعبد بها , لما يترتب على أدائها من جليل المنافع وطيب العواقب , وما يحدثه من خير في النفوس وقوة في الحق وهجر للمنكر وإعراض عن الباطل . ومما اختص الله به شهر رمضان , ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة رواه البخاري . وفيه أيضا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء , وغلقت أبواب جهنم , وسلسلت الشياطين ولا يخفى ما في ذلك من تبشير المؤمنين بكثرة الأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة , وما يتيسر لهم من أسباب الإعانة عليها والمضاعفة لها وما جعله الله في رمضان في دواعي الزهد في المعاصي والإعراض عنها , وضعف كيد الشياطين وعدم تمكنهم مما يريدون. ومن فضائل صوم رمضان , ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فمن صام الشهر مؤمنا بفرضيته محتسبا لثوابه وأجره عند ربه , مجتهدا في تحري سنة نبيه , صلى الله عليه وسلم , فيه فليبشر بالمغفرة. وإذا كان ثواب الصيام يضاعف بلا اعتياد عدد معين , بل يؤتى الصائم أجره بغير حساب , فإن نفس عمل الصائم يضاعف في رمضان , كما في حديث سلمان المرفوع وفيه : من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير , كان كمن أدى فريضة فيما سواه , ومن أدى فيه فريضة , كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه فيجتمع للعبد في رمضان مضاعفة العمل ومضاعفة الجزاء عليه . فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [الدخان، الآية: 57] ومن فضائل رمضان , أن الملائكة تطلب من الله للصائمين ستر الذنوب ومحوها , كما في الحديث عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال في الصوام: وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة والملائكة خلق أطهار كرام . جديرون بأن يقبل الله دعاءهم , ويغفر لمن استغفروا له , والعباد خطاءون محتاجون إلى التوبة والمغفرة كما في الحديث القدسي الصحيح , يقول الله تعالى : يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم فإذا اجتمع للمؤمن استغفاره لنفسه واستغفار الملائكة له , فما أحراه بالفوز بأعلى المطالب وأكرم الغايات . وهو شهر المواساة والإحسان , والله يحب المحسنين وقد وعدهم بالمغفرة والجنة والفلاح والإحسان أعلى مراتب الإيمان , فلا تسأل عن منزلة من اتصف به في الجنة وما يلقاه من النعيم وألوان التكريم . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ [الذاريات، الآية: 16] ويتيسر في هذا الشهر المبارك إطعام الطعام وتفطير الصوام , وذلك من أسباب مغفرة الذنوب وعتق الرقاب من النار , ومضاعفة الأجور , وورود حوض النبي , صلى الله عليه وسلم , الذي : من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا نسأل الله بمنه وجوده أن يوردنا إياه . وإطعام الطعام من أسباب دخول الجنة دار السلام , ورمضان شهر تتوفر فيه للمسلمين أسباب الرحمة وموجبات المغفرة , ومقتضيات العتق من النار , فما أجزل العطايا من المولى الكريم الغفار . وهو شهر الذكر والدعاء وقد قال تعالى : وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة، الآية: 10] وقال سبحانه : وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب، الآية: 35] وقال سبحانه: وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف، الآية: 56] وقد قال تعالى في ثنايا آيات الصيام : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة، الآية: 186] مما يدل على الارتباط بين الصيام والدعاء. وفي شهر رمضان , ليلة القدر التي قال الله في شأنها : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر، الآية: 3] قال أهل العلم معنى ذلك : أن العمل فيها خير وأفضل من العمل في ألف شهر - وهي ما يقارب ثلاثا وثمانين سنة - خالية منها وكفى بذلك تنويها بفضلها وشرفها , وعِظَم شأن العمل فيها لمن وفق لقيامها - نسأل الله تعالى أن يوفقنا على الدوام لذلك بمنه وجوده - وجاء في الصحيح عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا من فضائل قيامها وكفى به ربحا وفوزا. ومن خصائصه , فضل الصدقة فيه عنها في غيره , ففي الترمذي عن النبي , صلى الله عليه وسلم , سئل أي الصدقة أفضل ؟ قال صدقة في رمضان وثبت في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان رسول الله , صلى الله عليه وسلم , أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان , حين يلقاه جبريل , فيدارسه القرآن . وكان جبرائيل يلقاه كل ليلة من شهر رمضان , فيدارسه القرآن , فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة ورواه أحمد . وزاد ولا يسأل شيئا إلا أعطاه والجود : هو سعة العطاء بالصدقة وغيرها. وفي زيادة جوده , صلى الله عليه وسلم , في رمضان اغتنام لشرف الزمان , ومضاعفة العمل فيه والأجر عليه , فقد روي عنه , صلى الله عليه وسلم - كما في حديث سلمان - أنه قال - في رمضان - : من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه , ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ولأن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا والوقاية من النار , ففي الحديث الصحيح الصوم جنة أي وقاية من النار وفي الصحيح أيضا قال , صلى الله عليه وسلم , اتقوا النار ولو بشق تمرة ومن خصائص رمضان أن العمرة فيه تعدل حجة , فقد ثبت في الصحيحين عن النبي , صلى الله عليه وسلم أنه قال : عمرة في رمضان تعدل حجة وفي رواية: حجة معي ومن خصائصه , أنه شهر القرآن شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة، الآية: 185] فللقرآن فيه شأن في إصلاح القلوب والهداية للتي هي أقوم لمن تلاه وتدبره وسأل الله به , وكم جاء عن النبي , صلى الله عليه وسلم , من بيان لفضل تلاوة القرآن ؟ بقوله , صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران وقوله , صلى الله عليه وسلم : اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأهله يوم القيامة وقوله , صلى الله عليه وسلم : إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما وقوله , صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلّم القرآن وعلمه وكلها أحاديث صحيحة , متضمنة لأعظم البشارات لتالي القرآن عن تفكر وتدبر , فكيف إذا كان في رمضان ؟ ! ! جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. من رسالة تذكرة الصوام لعبد الله بن صالح القصير | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:09 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة رمضان ! سلمان بن فهد العودة 3/9/1422 - 18/11/2001
ها قد تجلى هلال رمضان ، وتصايح المسلمون : الليلة صيام ، بارك الله لكم في الشهر ، ولا حرمكم عظيم الأجر . الصوم نموذج لعبادات الإسلام تتجلى فيه عقائده ومعاقده وأصوله . الإيمان بالله تعالى وكمالاته ، والإقرار بالعبودية له يتحقق بالإمساك عن مفسدات الصوم سراً وعلانية ، فالصائم يؤمن بربه ويراقبه حتى في دخيلة قلبه ، ولو أمسك دون نية وقصد لما كان صائماً ، ولو نوى أنه مفطر نية قاطعة جازمة لكان مفسداً لصومه . وهذا يربي المؤمن على مراقبة الله تعالى واستحضار مشاهدته للعبد في كل أحواله وتقلباته ومعاصيه وطاعاته ، فيولد لديه إقبالاً على الطاعة ونشاطاً فيها ، وانكفافاً عن المعصية وحياءً من مقارفتها وهو بمرأى ومسمع من ربه الذي يؤمن به ويخافه ويرجوه . والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل في التزام الصوم الشرعي وفق ماجاء به النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم توقيتاً وبدءاً وانتهاءً وأحكاماً وآداباً . والصوم كان فرضاً على الأمم الكتابية السابقة ، لكن لا يلزم من هذا أن يتفقوا معنا في تفصيلات الصيام ومفردات الأحكام وهذا يستتبع صدق الإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباعه في سائر الأعمال والعبادات التي جاء بها ، والحرص على السنن التي تجعله أقرب إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في شؤون حياته كافة . والإيمان بالغيب والآخرة والجزاء والثواب والعقاب ظاهر في إيثار الجوع والعطش والعناء الذي يثمر مرضات الله وثوابه بالجنة والنعيم على التمتع بطيبات الحياة الدنيا مع انتظار الوعيد والعقوبة في الآخرة ، وهذا يعدل الميزان لدى المسلم ، فلا ينظر إلى الأمور نظرة دنيوية بحتة في مصالحها ومفاسدها وحالاتها ومآلاتها ، بل يوفق بين نظرة الدنيا ونظرة الآخرة ، فيقدم مرضاة الله وطاعته ولو كان فيها فوات شيء من نعيمه العاجل ، أو من راحته ، أو من ماله ، أو من جاهه ؛ لأن حساباته ليست مادية خالصة . النظام الخلقي يتجلى في الصبر الذي هو قرين الصوم وسميه حتى سمى الصوم صبراً ، كما قال بعض المفسرين في قول الله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال : بالصوم والصلاة . وسمى رمضان شهر الصبر ، والصبر جزاؤه الجنة . والصبر هو سيد أخلاق الإسلام ، وبغير صبر لايثبت المسلم أمام التحديات في دينه ودعوته ، ولا يتحمل مشكلات الحياة وتبعاتها ومصائبها التي لا ينفك عنها بحال ، فالفوز في الآخرة والسعادة في الدنيا ثمرتان من ثمار الصبر . الصبر هو إكسير الحياة الذي يحول بإذن ربه الصعاب إلى لذائذ ، والهموم إلى أفراح ، وكم أتمنى من الشباب الشاكين والشيوخ الباكين ، والنسوة المتبرمات أن يكتبوا حكمةً تتعلق بالصبر ، ويجعلوها أمام نواظرهم ؛ ليعلموا أن الصبر هو علاج كل داء ، وحل كل مشكلة ، وتذليل كل عقبة . ويتجلى النظام الأخلاقي في الرقي بالنفس إلى مدارج العبودية والتخفف من أوهاق الطين ، وثقل الأرض ؛ لتستشرف النفس آفاق الإيمان وتستشعر شيئاً من الأنس بالقرب من فاطرها وبارئها ، وتسبح في ملكوتها ، فالإنسان إنسان بروحه وشفافيتها قبل أن يكون إنساناً بجسده . أقبل على النفس فاستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان ويتجلى في الإيثار والإحسان ومعايشة آلام الآخرين ومقاسمتهم السراء والضراء ، وذوق شيء مما يجدون ، ولئن ذاقه الصائم تعبداً واختياراً ، فلقد ذاقوه عجزاً واضطراراً ، ولئن عاناه وقتاً محدوداً ، فلهو عندهم عناء ممدود . ولهذا كان رمضان شهر الزكاة كما سماه عثمان رضي الله عنه ، ونهايته زكاة الفطر التي يشارك المسلمون فيها الإحساس بفرحة العيد ، فلا يدع أحداً منهم إلا واساه ، حتى فقرائهم يخرجون صدقة الفطر إن قدروا . ويتجلى في الإمساك بزمام النفس عن اندفعاتها وحماقاتها مع صاحبها ومع الخلق ، فالصائم مزموم بشعور دائم ، يحمله على الكف عما لايجمل ولايليق ، وربما أدرك كثير من الصوام هذا المعنى حتى قبل أن يهل الشهر . كما يحقق الصوم معنى الانتساب الأممي وتبعاته ومظاهره ، فهو عبادة يشترك فيها المسلمون في كل مكان مما يعمق معنى الإخاء الديني ، والولاء الشرعي ، ويذكر بوجوب الانعتاق من الروابط المنافية لذلك ، ووضع الروابط العادية البشرية في موضعها الصحيح ، فلا تتحول إلى ععلاقة تنـاظــر العلاقة الربانية بين أهل الإسلام . وكم يتمنى المرء أن يستطيع المسلمون توحيد صيامهم وفطرهم ؛ ليتعمق معنى الأمة الواحدة ، وتذويب الفواصل والعوائق التي تتراكم بمرور الزمان ، ويجعل الجسد الواحد رقعاً متناثرة ً ، يهدم كل طرف منها ما بناه الآخر . فإذا لم يتحقق هذا فلا أقل من أن يوحدوا صيامهم وفطرهم في البلد الواحد ، خصوصاً في الدول الغربية كأوربا والولايات المتحدة واستراليا . إن من غير المقبول أن يتعبد أحد المسلمين بالصوم ، بينما أخوه في الدين إلى جواره يتعبد بالفطر والعيد ، ويرى الصيام حراماً وإثماً . ولا من المعقول أن يصوم مسلم يوماً على أنه يوم عرفه ، بينما جاره في المنزل يأكل على أنه في يوم عيد لا يجوز صيامه . إن تجاوز هذه التناقضات يتطلب صدقاً وارتفاعاً عن المصالح الخاصة ، والانتماءات الحزبية ، أو الوطنية ، وإيثاراً لروح الجماعة على أنانية الذات ...فهل نحن فاعلون ؟! والصوم يذكر المسلم بالجهاد الذي هو حراسة هذا الدين وذروة سنامه ، وسطوته على مناوئيه ، فلقد كان تاريخ الشهر ملتبساً بالمواقع الفاصلة من بدرٍ ، تاج معارك الإسلام ، إلى فتح مكة التي كانت إيذاناً ببسط الإسلام سلطته على جزيرة العرب ، إلى حطين ، إلى عين جالوت ، إلى معارك الجهاد ضد المستعمرين في الماضي والحاضر . والكتاب الذي آذن المسلمين بأنه كتب عليهم الصيام ، هو الذي آذنهم بأنه كتب عليهم القتال . وإن لم يكن قتالاً لنصرة عنصر ، ولا لتسلط ، ولا لجباية مال ، لكنه لتكون كلمة الله هي العليا " حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله " . والجهاد إيذان بأنه ليس كل الناس يؤمنون بالدعوة ، بل هناك من الرؤوس المتغطرسة ما لا يلين إلا بالقوة ، والحديد بالحديد يفلح ، ولهذا بعث الله رسوله بالكتاب والحديد ، كما قال سبحانه : " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز " . فالكتاب والبينات أصل الرسالة ولبها ، والحديد سورها وحمايتها . فما هو إلا الوحي أو حد مرهف تقيم ضباه أخدعي كل مائل
فهـذا دواء الداء من كل عاقل وهـذا دواء الداء من جاهل والذين يقارعون البغي والظلم في فلسطين والشيشان وغيرها من بلاد الإسلام التي احتلها الأعداء ، واستباحوا بيضتها ، هم النواب عن الأمة في الحفاظ على هذه الشريعة العظيمة ، فحق على الأمة أن تكون من ورائهم بالنصرة الصادقة ، وليس بالعاطفة وحدها . فهل يعود رمضان الذي عرفه المسلمون ينبض بالروح والحياة والعطاء ، وليس بالنوم وضياع الأوقات ، والتسابق إلى اللذائذ ، والسهر ، وسوء الخلق . اللهم رد المسلمين إلى دينك رداً جميلاً ، واجمعهم على طاعتك ، واحفظهم من كل سوء ، وصحح أعمالهم ، وتقبلها منهم ، وتجاوز عنهم ، ووفقهم لكل خير ، واكشف عنهم كل سوء ، والحمد لله رب العالمين . | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:11 pm | |
| الحمد لله والصلاةوالسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : فإسهاماً منا في إثراء هذا الشهر العظيم ، شهر رمضان ، شهر المغفرة والرضوانالذي قال الله تعالى فيه : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات منالهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه [ البقرة : 185] رأينا أن نجمع في هذهالرسالة جملة من الأحاديث والآثار في مختلف أبواب الخير والبر مع التركيز على مايتأكد منها في هذا الشهر الفضيل ...
بالإضافة إلى التنبيه على ضرورةالمحافظة على فرائض العبادات ونوافلها ، والله الهادي إلى سواء السبيل 0 1ـالإخلاص : قال الله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاءويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة [ البينة : 5 ] 0 2ـ تجريدالتوبة لله تعالى: (( من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه )) [رواه مسلم ] ، (( إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر )) [ رواه الترمذي ] 0 3ـ الدعاءعند رؤية الهلال : (( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربيوربك الله )) [ رواه أحمد والترمذي ] 0 4ـ صيام رمضان إيماناً واحتساباً: (( منصام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 5ـ صيام ستة من شوال : (( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر )) [ رواه مسلم ] 0 6ـ قيام رمضان إيماناً واحتساباً: (( من قام رمضان إيماناًواحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 7ـ قيام ليلةالقدر إيماناً واحتساباً: (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدممن ذنبه )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 8ـ الاجتهاد في العشر الأواخر: (( كانرسول الله إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله ، وشد مئزره )) [ رواه البخاريومسلم ] 0 9ـ العمرة : (( العمرة في رمضان تعدل حجة ، أو حجة معي )) [ رواهالبخاري ومسلم ] 0 10ـ الاعتكاف : (( كان رسول الله يعتكف في العشر الأواخر منرمضان )) [رواه البخاري] 0 11ـ تفطير الصائم : (( من فطر صائماً كان له مثلأجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً )) [ رواه الترمذي وقال : حسن صحيح ] 0 12ـ قراءة القرآن وتلاوته : (( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاًلأصحابه )) [ رواه مسلم ] 0 13ـ تعلم القرآن وتعليمه : (( خيركم من تعلم القرآنوعلمه )) [ رواه البخاري]0 14ـ ذكر الله تعالى : (( ألا أنبئكم بخير أعمالكم ،وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ، وخيرلكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى 0 قال : ذكر الله تعالى)) [ رواه الترمذي ] 0 15ـ الاستغفار : (( من لزم الاستغفار جعلالله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب )) [ رواهأبوداود والنسائي ] 0 16ـ إسباغ الوضوء : (( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياهمن جسده حتى تخرج من تحت أظفاره )) [ رواه مسلم ] 0 17ـ الشهادة بعد الوضوء : (( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين ،فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء )) [رواه مسلم ]0 18ـ المحافظة علىالوضوء : (( استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ علىالوضوء إلا مؤمن )) [ رواه ابن ماجة ] 0 19ـ السواك : (( لولا أن أشق على أمتيلأمرتهم بالسواك مع كل صلاة )) [ رواه البخاري ومسلم ]0 20ـ صلاة ركعتين بعدالوضوء : (( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ؛ ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة )) [ رواه مسلم ] 0 21ـ الدعاء بعد الآذان : (( من قال حينيسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمداًَ الوسيلةوالفضيلة ، وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة )) [ رواه البخاري ]0 22ـ الدعاء بين الآذان والإقامة : (( الدعاء بين الأذانوالإقامة لا يرد )) [ رواه أبو داود والترمذي ] 0 وزاد : (( قالوا : فما نقوليارسول الله ؟ قال : سلوا الله العفو والعافية )) 0 23ـ المحافظة على الصلواتالخمس : (( مامن امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ، إلاكانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم تؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله )) [ رواه مسلم ] 0 24ـ المحافظة على الصلاة في وقتها : (( سئل الرسول : أي العمل أفضل ؟ قالالصلاة لوقتها )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 25ـ المحافظة على صلاة الفجر والعصر : (( من صلى البردين دخل الجنة )) [ رواه البخاري ] 0 26ـ المحافظة على صلاةالجمعة : (( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهمإذا اجتنبت الكبائر )) [ رواه مسلم ] 0 27ـ تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة : (( فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 28ـ قراءة سورة الكهف يوم الجمعة : (( من قرأ سورةالكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين )) [ رواه النسائي و الحاكم ] 0 29ـ الذهاب إلى المساجد : (( من غدا إلى مسجد أو راح أعد الله له نزلاً فيالجنة كلما غدا أو راح )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 30ـ الصلاة في المسجدالحرام : (( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجدالحرام . وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في هذا )) [ رواه أحمد وابنخزيمة ] 0 31ـ الصلاة في المسجد النبوي : (( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألفصلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد )) [ رواه مسلم ] 0 32 ـ الصلاة في بيتالمقدس : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ،ومسجد الأقصى )) [ رواه البخاري ] 0 33ـ الصلاة في قباء : (( من صلى فيه كانكعدل عمرة )) [ رواه ابن حبان ] 0 34ـ المحافظة على صلاة الجماعة : (( صلاةالجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 35ـالحرص على الصف الأول : (( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلاأن يستهموا عليه لاستهموا )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 36ـ المداومة على صلاةالضحى : (( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ،وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ،ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما في الضحى )) [رواه مسلم ] 0 37ـ المحافظة علىالسنن الراتبة : (( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاًغير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة )) [ رواه مسلم ]0 38ـ التطوع فيالبيت : (( اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ، ولا تتخذوها قبوراً )) [رواه البخاري ]0 39ـ كثرة السجود : (( أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء)) [رواه مسلم ] 0 40ـ الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح للذكر : (( من صلى الفجرفي جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجةوعمرة)) 0 قال رسول الله (( تامة ، تامة ، تامة )) [رواه الترمذي وحسنه]0 41ـالصلاة على الميت واتباع الجنائز : (( من شهد الجنائز حتى يصلي عليها فله قيراط ،ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان. قيل : وما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 42ـ صلاة المرأة في بيتها : (( لا تمنعوا نساءكمالمساجد ، وبيوتهن خير لهن )) [ رواه أبو داود ] 0 43ـ الحرص على صلاة العيد فيالمصلى : (( كان رسول الله يخرج يوم الفطر و الأضحى إلى المصلى ))[ رواه البخاري ] 0 44ـ تعويد الأولاد على الصلاة : (( مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع )) [ رواه البخاري ] 0 45ـتعويد الأولاد على الصيام : عن الربيع بنت معوذ قالت : (( فكنا نصومه بعد ، ونصومصبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن )) [ رواه البخاري ] 0 46ـ ذكر الله عقبالفرائض : (( من سبح دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبرالله ثلاثاً وثلاثين ، فتلك تسع وتسعون . ثم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ؛ غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبدالبحر )) [ رواه مسلم ] 0 47ـ المحافظة على صلاة التراويح : (( أفضل صلاة بعدالفريضة صلاة الليل )) [رواه مسلم ] 0 48ـ تعجيل الفطر : (( لا يزال الناس بخيرما عجلوا الفطر )) [ رواه البخاري ] 0 49ـ الإفطار قبل الصلاة : (( كان النبييفطر قبل أن يصلي )) [رواه أحمد]0 50 ـ الإفطار على التمر إن وجد : (( من وجدالتمر فليفطر عليه ، ومن لم يجد التمر فليفطر على الماء ، فإن الماء طهور )) [ رواهأحمد وأبو داود و الترمذي ] 0 51ـ المحافظة على دعاء الإفطار : (( ذهب الظمأ ،وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى )) [ رواه أبو داود والدارقطنيوالحاكم ] 0 52ـ الدعاء عند الإفطار : (( إن للصائم عند فطره دعوة لاترد )) [ رواه ابن ماجه | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:12 pm | |
| الحمد لله والصلاةوالسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : فإسهاماً منا في إثراء هذا الشهر العظيم ، شهر رمضان ، شهر المغفرة والرضوانالذي قال الله تعالى فيه : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات منالهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه [ البقرة : 185] رأينا أن نجمع في هذهالرسالة جملة من الأحاديث والآثار في مختلف أبواب الخير والبر مع التركيز على مايتأكد منها في هذا الشهر الفضيل ...
بالإضافة إلى التنبيه على ضرورةالمحافظة على فرائض العبادات ونوافلها ، والله الهادي إلى سواء السبيل 0 1ـالإخلاص : قال الله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاءويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة [ البينة : 5 ] 0 2ـ تجريدالتوبة لله تعالى: (( من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه )) [رواه مسلم ] ، (( إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر )) [ رواه الترمذي ] 0 3ـ الدعاءعند رؤية الهلال : (( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربيوربك الله )) [ رواه أحمد والترمذي ] 0 4ـ صيام رمضان إيماناً واحتساباً: (( منصام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 5ـ صيام ستة من شوال : (( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر )) [ رواه مسلم ] 0 6ـ قيام رمضان إيماناً واحتساباً: (( من قام رمضان إيماناًواحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 7ـ قيام ليلةالقدر إيماناً واحتساباً: (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدممن ذنبه )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 8ـ الاجتهاد في العشر الأواخر: (( كانرسول الله إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله ، وشد مئزره )) [ رواه البخاريومسلم ] 0 9ـ العمرة : (( العمرة في رمضان تعدل حجة ، أو حجة معي )) [ رواهالبخاري ومسلم ] 0 10ـ الاعتكاف : (( كان رسول الله يعتكف في العشر الأواخر منرمضان )) [رواه البخاري] 0 11ـ تفطير الصائم : (( من فطر صائماً كان له مثلأجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً )) [ رواه الترمذي وقال : حسن صحيح ] 0 12ـ قراءة القرآن وتلاوته : (( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاًلأصحابه )) [ رواه مسلم ] 0 13ـ تعلم القرآن وتعليمه : (( خيركم من تعلم القرآنوعلمه )) [ رواه البخاري]0 14ـ ذكر الله تعالى : (( ألا أنبئكم بخير أعمالكم ،وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ، وخيرلكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى 0 قال : ذكر الله تعالى)) [ رواه الترمذي ] 0 15ـ الاستغفار : (( من لزم الاستغفار جعلالله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب )) [ رواهأبوداود والنسائي ] 0 16ـ إسباغ الوضوء : (( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياهمن جسده حتى تخرج من تحت أظفاره )) [ رواه مسلم ] 0 17ـ الشهادة بعد الوضوء : (( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين ،فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء )) [رواه مسلم ]0 18ـ المحافظة علىالوضوء : (( استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ علىالوضوء إلا مؤمن )) [ رواه ابن ماجة ] 0 19ـ السواك : (( لولا أن أشق على أمتيلأمرتهم بالسواك مع كل صلاة )) [ رواه البخاري ومسلم ]0 20ـ صلاة ركعتين بعدالوضوء : (( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ؛ ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة )) [ رواه مسلم ] 0 21ـ الدعاء بعد الآذان : (( من قال حينيسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمداًَ الوسيلةوالفضيلة ، وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة )) [ رواه البخاري ]0 22ـ الدعاء بين الآذان والإقامة : (( الدعاء بين الأذانوالإقامة لا يرد )) [ رواه أبو داود والترمذي ] 0 وزاد : (( قالوا : فما نقوليارسول الله ؟ قال : سلوا الله العفو والعافية )) 0 23ـ المحافظة على الصلواتالخمس : (( مامن امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ، إلاكانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم تؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله )) [ رواه مسلم ] 0 24ـ المحافظة على الصلاة في وقتها : (( سئل الرسول : أي العمل أفضل ؟ قالالصلاة لوقتها )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 25ـ المحافظة على صلاة الفجر والعصر : (( من صلى البردين دخل الجنة )) [ رواه البخاري ] 0 26ـ المحافظة على صلاةالجمعة : (( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهمإذا اجتنبت الكبائر )) [ رواه مسلم ] 0 27ـ تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة : (( فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 28ـ قراءة سورة الكهف يوم الجمعة : (( من قرأ سورةالكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين )) [ رواه النسائي و الحاكم ] 0 29ـ الذهاب إلى المساجد : (( من غدا إلى مسجد أو راح أعد الله له نزلاً فيالجنة كلما غدا أو راح )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 30ـ الصلاة في المسجدالحرام : (( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجدالحرام . وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في هذا )) [ رواه أحمد وابنخزيمة ] 0 31ـ الصلاة في المسجد النبوي : (( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألفصلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد )) [ رواه مسلم ] 0 32 ـ الصلاة في بيتالمقدس : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ،ومسجد الأقصى )) [ رواه البخاري ] 0 33ـ الصلاة في قباء : (( من صلى فيه كانكعدل عمرة )) [ رواه ابن حبان ] 0 34ـ المحافظة على صلاة الجماعة : (( صلاةالجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 35ـالحرص على الصف الأول : (( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلاأن يستهموا عليه لاستهموا )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 36ـ المداومة على صلاةالضحى : (( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ،وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ،ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما في الضحى )) [رواه مسلم ] 0 37ـ المحافظة علىالسنن الراتبة : (( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاًغير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة )) [ رواه مسلم ]0 38ـ التطوع فيالبيت : (( اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ، ولا تتخذوها قبوراً )) [رواه البخاري ]0 39ـ كثرة السجود : (( أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء)) [رواه مسلم ] 0 40ـ الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح للذكر : (( من صلى الفجرفي جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجةوعمرة)) 0 قال رسول الله (( تامة ، تامة ، تامة )) [رواه الترمذي وحسنه]0 41ـالصلاة على الميت واتباع الجنائز : (( من شهد الجنائز حتى يصلي عليها فله قيراط ،ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان. قيل : وما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين )) [ رواه البخاري ومسلم ] 0 42ـ صلاة المرأة في بيتها : (( لا تمنعوا نساءكمالمساجد ، وبيوتهن خير لهن )) [ رواه أبو داود ] 0 43ـ الحرص على صلاة العيد فيالمصلى : (( كان رسول الله يخرج يوم الفطر و الأضحى إلى المصلى ))[ رواه البخاري ] 0 44ـ تعويد الأولاد على الصلاة : (( مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع )) [ رواه البخاري ] 0 45ـتعويد الأولاد على الصيام : عن الربيع بنت معوذ قالت : (( فكنا نصومه بعد ، ونصومصبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن )) [ رواه البخاري ] 0 46ـ ذكر الله عقبالفرائض : (( من سبح دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبرالله ثلاثاً وثلاثين ، فتلك تسع وتسعون . ثم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ؛ غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبدالبحر )) [ رواه مسلم ] 0 47ـ المحافظة على صلاة التراويح : (( أفضل صلاة بعدالفريضة صلاة الليل )) [رواه مسلم ] 0 48ـ تعجيل الفطر : (( لا يزال الناس بخيرما عجلوا الفطر )) [ رواه البخاري ] 0 49ـ الإفطار قبل الصلاة : (( كان النبييفطر قبل أن يصلي )) [رواه أحمد]0 50 ـ الإفطار على التمر إن وجد : (( من وجدالتمر فليفطر عليه ، ومن لم يجد التمر فليفطر على الماء ، فإن الماء طهور )) [ رواهأحمد وأبو داود و الترمذي ] 0 51ـ المحافظة على دعاء الإفطار : (( ذهب الظمأ ،وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى )) [ رواه أبو داود والدارقطنيوالحاكم ] 0 52ـ الدعاء عند الإفطار : (( إن للصائم عند فطره دعوة لاترد )) [ رواه ابن ماجه | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:13 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
حكمة صيام شهر رمضان وأثره في حياة المسلم
لسنا في حاجة إلى ذكر أدلة فرضية الصيام، لأن ذلك معلوم من الدين بالضرورة، ويكفي أن يعلم المسلم أنه أحد الأركان الذي بني عليها الإسلام. والمقصود هنا بيان أثر الصيام في تزكية النفس وتطهيرها، وكونها سبيلا لتأهيل المسلم لطاعة الله والبذل في سبيله.
وآثار الصوم في حياة المسلم كثيرة جدا، وسيجد القارئ في كلام الكتاب عن هذه الآثار جزئيات كثيرة، مثل الصبر، وتذكر أحوال الفقراء والمحتاجين، عندما يمس الجدوع والعطش الصائم، فيحدوه ذلك إلى مساعدة أولئك المحتاجين....
لكن تلك الآثار –مهما كثرت وتعددت-ترجع إلى أصل واحد من آثار الصيام، وهو تقوى الله التي يثمرها الصيام في نفس الصائم، فإذا تحقق له هذا الأصل، تحققت له جميع الآثار المتفرعة عن عنه.
ولهذا سأكتفي بالحديث عن هذا الأصل، وأسوق فيه كلام بعض العلماء، وبخاصة المفسرين الذي سطروه في كتبهم عند تفسيرهم لآيات الصيام.
وسأذكر نصا واحدا من الأحاديث النبوية الدالة على أن الحكمة من تشريع الصوم هي أن يكتسب الصائم منه تقوى الله تعالى، التي تدفعه إلى طاعة الله وتحجزه عن معاصيه.
فعلى المسلم الصائم أن يختبر نفسه، وهو يؤدي هذه الفريضة العظيمة، هل اكتسب من صومه تقوى ربه، فحافظ على طاعته بفعل ما أمره به، وترك ما نهاه عنه؟ فإن وجد نفسه كذلك، فليحمد الله، وليستمر في سيره إلى ربه جادا في طلب رضاه عنه.
وإن وجد غير ذلك، فليراجع نفسه ويجاهدها على تحقيق ما شرع الصوم من أجله، وهو تقوى الله، التي لا يهتدي بالقرآن –أصلا-إلا أهلها.
فقد بين الله سبحانه وتعالى أن القرآن العظيم، لا ينتفع به ويهتدي بهداه إلا المتقون. فالقرآن- وإن نزل لدعوة الناس كلهم إلى طاعة الله وتقواه-لا يهتدي به في الواقع إلا أهل التقوى، كما قال تعالى: ((الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)) [البقرة: -2]
ومن أهم العبادات التي تكسب المؤمن تقوى الله الصيام، وبخاصة صيام شهر رمضان، كما قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) [البقرة: 183]
وإنما يثمر الصيام التقوى، لما فيه من إلزام الإنسان نفسه بطاعة ربه في اجتناب المباحات التي أصبحت محرمة عليه، بعد شروعه في الصيام. وحقيقة التقوى، امتثال أمر الله بفعله، وامتثال نهية باجتنابه.......
والمؤمن عندما يدع ما تشتهيه نفسه من المباحات والطيبات، طاعة لربه سبحانه، يكون أكثر بعدا عما هو محرم عليه في الأصل، وأشد حرصا على فعل ما أمره الله به.
وقد دل الحديث الصحيح على أن الله تعالى شرع الصيام ليثمر في الصائم هذا الأصل، وهو تقواه، وأن الذي لا يثمر فيه صومه التقوى يعتبر عاطلا عن حقيقة الصيام، ولو ترك طعامه وشرابه...
كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) البخاري 2/673
ولوضوح النصوص من القرآن والسنة في أن الغاية الأساسية من الصوم تقوى الله، رأى ابن حزم رحمه الله، أن جميع المعاصي التي تصدر من الصائم تفسد صومه، ولو لم تكن طعاما وشرابا وجماع، كالنميمة والغيبة...
وأثبت هنا خلاصة لكلامه: "734 مسألة ويبطل الصوم أيضا تعمد كل معصية أي معصية كانت لا تحاش إذا فعلها عامدا ذاكرا لصومه كمباشرة من لا يحل له من أنثى أو ذكر أو تقبيل امرأته وأمته المباحتين له من أنثى أو ذكر أو إتيان في دبر امرأته أو أمته أو غيرهما أو كذب أو غيبة أو نميمة أو تعمد ترك صلاة أو ظلم ذلك من كل ما حرم على المرء فعله
برهان ذلك...... (ما رواه أبو هريرة) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم)..... [و] عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) وخالفه في ذلك جماهير العلماء، ولهذا قال الحافظ في الفتح: "وأفرط بن جزم فقال يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه سواء كانت فعلا أو قولا لعموم قوله فلا يرفث ولا يجهل، ولقوله في الحديث الآتي بعد أبواب: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه..."
أقوال العلماء في حكمة فرضية الصوم وأثره في حياة المسلم:
قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى مخاطبا للمؤمنين، من هذه الأمة، وآمرا لهم بالصيام، وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع، بنية خالصة لله عز وجل، لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة- إلى أن قال-في قوله تعالى ((لعلكم تتقون)): لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان، ولهذا ثبت في الصحيحين: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)" [تفسير القرآن العظيم01/213)]
وقال في تفسير المنار على قوله تعالى: ((لعلكم تتقون)): "هذا تعليل لكتابة الصيام، ببيان فائدته الكبرى وحكمته العليا، وهو أنه يعد نفس الصائم لتقوى الله تعالى، بترك شهواته الطبيعية المباحة الميسورة، امتثالا لأمره، واحتسابا للأجر عنده، فتتربى بذلك إرادته على ملكة ترك الشهوات المحرمة والصبر عنها، فيكون اجتنابها أيسر عليه، وتقوى على النهوض بالطاعات والمصالح والاصطبار عليها، فيكون الثبات عليها أهون عليه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام نصف الصبر) رواه ابن ماجه، وصححه في الجامع الصغير) [تفسير المنار: (2/145)]
وقال سيد قطب، رحمه الله في قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)): "وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم... إنها التقوى، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب، وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله وإيثارا لرضاه، والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب، من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس بالبال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها في ميزانه، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم، وهذا الصوم أداة من أداتها وطريق موصل إليها، ومن ثم يرفعها السياق أمام عيونهم، هدفا وضيئا يتجهون إليه عن كريق الصيام" [في ظلال القرآن: (2/168)]
وهنا نلفت النظر إلى الارتباط بين قوله تعالى في أول سورة البقرة: ((هدى للمتقين)) [الآية: 2] وبين قوله تعالى في أول آيات الصيام: ((لعلكم تتقون)) وقوله في آخر هذه الآيات: ((ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)) [البقرة: 185]
فقوله تعالى: (( هدى للمتقين)) بين فيها أن هداية هذا القرآن، لا ينالها حقيقة إلا أهل التقوى. وقوله: (( لعلكم تتقون)) بين فيها أن الصيام طريق من الطرق الموصلة إلى التقوى. وقوله تعالى: ((ولتكبروا الله على ما هداكم...)) بين فيها أن الهداية قد حصلت للصائمين الذين منحهم الله بصومهم التقوى، والمتقي المهتدي جدير بأن يشكر الله على منحه التقوى والهداية: ((ولعلكم تشكرون))
قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ((لعلكم تشكرون)) : "أي إذا قمتم بما أمركم الله، من طاعته بأداء فرائضه وترك محارمه، وحفظ حدوده، فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك" [تفسير القرآن العظيم: (1/218)]
وقال سيد قطب رحمه الله في ظلال هذه الآية ((ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)): "فهذه غاية من غايات الفريضة، أن يشعر الذين آمنوا بقيمة الهدى الذي يسره الله لهم، وهم يجدون هذا في أنفسهم في فترة الصيام، أكثر من كل فترة، وهم مكفوفو القلوب عن التفكير في المعصية، ومكفوفو الجوارح عن إتيانها.
وهم شاعرون بالهدى ملموسا محسوسا، ليكبروا الله على هذه الهداية، وليشكروه على هذه النعمة، ولتفيء قلوبه إليه بهذه الطاعة، كما قال لهم في مطلع الحديث: ((لعلكم تتقون))
وهكذا تبدو منة الله في هذا التكليف الذي يبدو شاقا على الأبدان والنفوس، وتتجلى الغاية التربوية منه، والإعداد من ورائه للدور العظيم الذي أخرجت هذه الأمة لتؤديه، أداء تحرسه التقوى ورقابة الله وحساسية الضمير" [في ظلال القرآن: (2/172)]
ولما كانت النفس البشرية تتوق إلى تناول ما تشتهيه، وتنفر عن ترك ذلك، فإن من أعظم ما يزكيها ويطوعها لطاعة ربه، أن تُدَرَّب على الصبر عن تناول الطيبات التي أباحها الله تعالى لها، إذا أمرها بتركها.
ومن أعظم شهوات النفس الطعام والشراب والجماع، وقد حرم الله على المؤمن هذه الأمور التي لا يستغني عنها في حياته كلها، في نهار شهر رمضان بأكمله، فإذا تركها مخلصا لله في تلك المدة من الزمن، فإنه بذلك يكون جديرا بأن يكون من المجاهدين لأعدائه الملازمين، وهم نفسه الأمارة بالسوء، والهوى المردي، والشيطان الرجيم.
والذي ينجح في هذا الجهاد، يسهل عليه الجهاد الخاص، وهو قتال عدوه الخارجي من اليهود والنصارى والوثنيين، ومن لم ينجح في جهاد عدوه الملازم، يصعب عليه جهاد عدوه الطارئ، لأن الذي لم يروض نفسه على طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه، فيما هو أخف عليه، كالصيام مثلا، فمن الصعب عليه أن يقف في الصف لمقارعة الأعداء يستقبل بصدره ونحره قذائف المدافع ورصاص البنادق، وأطراف الرماح وحد السيف.
وتأمل الأسلوب الذي فرض الله به القتال على المسلمين، تجده نفس الأسلوب الذي فرض الله به الصيام، إلا أنه بين في الصيام أنه أداة لتقواه، وبين في فريضة القتال، انه فرضه عليهم وهو كره لهم، ومعلوم أن التقوى هي التي تعين المسلم على الصبر على ما تكرهه نفسه، وهو الجهاد في سبل الله، قال تعالى: ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شبئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون)) [البقرة: 216] وقال في الصوم: (( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)) | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:16 pm | |
| تقديم فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين الحمد لله وحده و الصلاةو السلام على من لا نبي بعده محمد و على آله و صحبه. أما بعد:
فهذه كلمات تتعلق بالصيام و فوائده و آثاره على الصائمين، كنت ألقيتها كمحاضرة ارتجالية في بعض المساجد، و قد سجلها بعض الحاضرين ثم نسخت في هذه الأوراق، و قد صححنا ما فيها من الأخطاء التي أوقع فيها الارتجال، و أدخلنا عليها بعض التعديلات مع تخريج الأحاديث المرفوعة، و ترقيم الآيات القرآنية و رغب بعض الإخوان في طبعها رجاء النفع بها.
نسأل الله تعالى أن يوفق عموم المسلمين لتطبيق الشريعة الإسلامية، و الحرص على تكميلها و تحصيل المصالح و تقليل المفاسد، و الله أعلم، و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين éالمقدمة إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا.
من يهد الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله.
}يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون{(آل عمران:102).
}يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجال كثيراً و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا{(النساء:1).
}يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً{(الأحزاب:70-71).
أما بعد:
(أصل هذه الرسالة محاضرة لفضيلة الشيخ/عبدالله بن جبرين، قمت بنسخها في أوراق، ثم قمت بتهذيبها و تصحيحها، و عزو الآيات، و تخريج الأحاديث قدر الإمكان، ثم عرضتها على فضيلة الشيخ فقام بتصحيحها، و التقديم لها و أذن بطبعها و نشرها، نسأل الله أن ينفع بها و أن يكتبها في موازين أعمال كل من ساهم في إخراجها إنه سميع مجيب "أبو أنس").
لا شك أن الصوم لم يكن من خصائص هذه الأمة بل كان شرعاً قديماً، كلف به العباد و الأمم من قبلنا، يقول تعالى: }يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم.. الآية{(البقرة:183).
و قد فرض الصوم على هذه الأمة في السنة الثانية من الهجرة، فصام النبي صلى الله عليه و سلم تسع رمضانات بالإجماع.
و ما شرع الله هذا الصوم -و غيره من العبادات- عبثاً، و إنما شرعه لِحِكَمٍ عظيمة، و فوائد جليلة تعود على الفرد و المجتمع و الأمة بأسرها.
و هذه خواطر رمضانية حول حقيقة الصوم و أحكامه أردنا أن نبينها حتى يتم النفع للمسلم من صيامه و عبادته و الله الموفق. é الخاطرة الأولى : فرضية الصيام يقول تعالى: }يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم..الآية{(البقرة:183). فأخبر أن الصيام عبادة قديمة كتبت على الأمم قبلنا، و في ذلك بيان أنه شرع قديم.
و قد ذكر أن موسى عليه السلام لما واعده ربه بلقائه، صام ثلاثين يوماً، ثم زاده الله عشراً في قوله تعالى: }و واعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر{(الأعراف:142).
و كذلك فإن لأهل الكتاب صياماً، و لكنهم يزيدون فيه و ينقصون.
و من شهد شهر رمضان و هو عاقل مكلف فإنه مأمور بصيامه، يقول تعالى} : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بيِّنات من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصُمْه و من كان مريضاً أو على سفر فعدةٌ من أيام أخّر يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر…{(البقرة:185).
فعذر الله أهل المرض، و أهلالسفر أن يفطروا لأجل اليسر، و رفع الحرج، و هذا من خصائص شريعتنا و فضائل ديننا. و لا شك أن الله تعالى حكيم في أمره و في تشريعه، فما شرع الصوم و غيره من العبادات إلا لحكم عظيمة تعجز العقول عن إدراكها.
فالصوم فيه تأديب للنفوس و حرمان لها عن تلبية شهواتها. و لهذا فإن الصائم ينفطم و يترك الطعام و الشراب و شهوة النكاح طوال النهار، مدة قد تصل إلى خمس عشرة ساعة أو أكثر أو أقل. ولا شك أنه في هذه الحالة غالباً ما يحسّ بفقد هذه الشهوات، و قد يتألم، و لكن لماكان تألمه عبادة لله و طاعة فإنه يهون على النفوس الطيبة، و يكون سهلاً على النفوسالتقية النقية، ذلك أنه جوع و ظمأ في مرضاة الله، جوع سببه الامتثال لأمر اللهتعالى.
و لأجل ذلك ورد في الحديث المشهور أن الله تعالى خصَّ الصوم لنفسه، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به"(أخرجه البخاري برقم 1904 في الصوم، باب: "هل يقول: إني صائم إذا شُتم؟"). و في رواية: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز و جل: إلا الصيام… الحديث"(أخرجه مسلم برقم 1151-164 في الصيام، باب: "فضل الصيام"(.
يقول العلماء: إن كل عمل ابن آدم له أي يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، إلا الصوم فإنه لا ينحصر في هذه المضاعفة، بل يضاعفه الله أضعافاً كثيرة، فلا يدخل تحت الحصر، و ذلك لكونه طاعة خفية بين العبد و بين ربه، و لأن فيه صبراً عن شهوات النفس، و مجاهدة لها و إرغاماً لها على طاعة الله. و لهذا سمي هذا الشهر: "شهر الصبر"(كما في حديث سلمان الطويل الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم (1887). و انظر الدر المنثور (1/184). و إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، قال أحمد بن حنبل: ليس بالقوي، و قال ابن معين: ضعيف)، و الصبر ثوابه الجنة، قال الله تعالى: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))(سورة الزمر:10). فيضاعف أجرهم إلى غير عدد، إلى أضعاف لا يعلمها إلا الله.
و الصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام: 1- صبر على طاعة الله. 2- صبر عن معاصي الله.
3- صبر على أقدار الله.
و كلها تجتمع في الصوم.
أما الصبر على طاعة الله: فالصائم يصبر عن تناول الشهوات، و هذا صبر على أوامر الله، صبر على طاعة الله.
أما الصبر عن معاصي الله: فإن المسلم إذا علم أنه إذا اقترف المعصية، فإن هذا سيجلب عليه سخط الله فإنه يتجنبها.
أما الصبر على أقدار الله: فإن المسلم يصبر على ما يصيبه، و ما يؤلمه من جوع و عطش، و كل ذلك دليل على أنه من الصابرين: }إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب{[الزمر:10.[
و لا شك أن هذا إنما يكون في الصوم الحقيقي، في الصوم المفيد، في الصوم الشرعي المبني على كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم، لأن الصوم إنما يكون صوماً إذا ظهرت آثاره على الصائمين، و ذلك لأن صاحب هذا الصوم هو الذي يتأثر و ينتفع بصيامه.
و كذلك فإن صاحب هذا الصوم الشرعي الحقيقي هو الذي ينتفع بشفاعة الصيام له يوم القيامة، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أيّ ربِّ منعتُه الطعام و الشهوة، فشفعني فيه، و يقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعَان"(أخرجه أحمد في المسند (2/174) و رواه الحاكم في المستدرك (1/554). و الهيثمي في مجمع الزوائد: (3/181). قال أحمد شاكر (6627) إسناده صحيح. é الخاطرة الثانية: الصوم يدفع إلى فعل الطاعات يظل الصائم متلبساًبعبادة من أفضل العبادات، متلبساً بعمل من حين يطلع الفجر إلى أن تغرب الشمس، و لابد أن تبدو عليه حينئذ آثار هذه العبادة، لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم "ثلاثة لا ترد دعوتهم.. و ذكر منهم: الصائم حين يفطر"(أخرجه الترمذي برقم 2526 و قال: هذا حديث إسناده ليس بالقوي. و ابن ماجة برقم 1752 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
فالصائم من حين يبدأ صومه إلى أن يفطر و هو مستجاب الدعوة إذا كان صحيح الصوم.
و عبادة الصوم تجر إلى سائر العبادات، لأنك إذا عرفت أنك في عبادة حملك ذلك على أن تأتي بعبادة ثانية، و ثالثة، و رابعة، و هلم جراً، فتستكثر من العبادات، و تقول: لماذا لا أرغب في العبادات؟ كيف أقتصر على عبادة واحدة، و العبادات كلها مرغوبة و محببة؟ * فتجد الصائم -صحيح الصيام- يحافظ على الصلوات في الجماعة، لأنه يعرف أن الذي كلفه بالصوم كلّفه بالصلوات، و أمره بها، فأكد على هذه كما أكد على تلك، فتجده محافظاً عليها، و تجده في حال صلاته خاشعاً فيها غاية الخشوع، قائماً بجميع أركانها و شرائطها و مكملاتها و متمماتها و سُننها، ببعض الكتاب و أكفر ببعض؟(و هذا شأن اليهود أنهم كانوا يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:16 pm | |
| لأنه يحاسب نفسه و يقول: كيف أكمل عبادة و أنقص عبادة؟ هذا لا يليق بي. لا بد أن أحسن في كل عبادة أقوم بها، فتجده محافظاً على صلاته غاية المحافظة.
* و هكذا يدفعه الصوم إلى نوافل العبادات، لأنه عرف أن ربه يحب منه أن يدخل في العبادات كلها، فرضها و نفلها، فإذا حافظ على الفرائض حمله ذلك على الإتيان بالنوافل؛ فتجده يتسابق إلى المساجد، و تجده يصلي الرواتب قبل الصلوات و بعدها، و تجده يذكر الله، فيأتي بالأوراد التي قبل الصلاة و بعدها، و يسبح، و يستغفر، و يهلل، و تجده يتلو كتاب ربه و يتدبره؛ لا سيما في هذا الشهر -شهر رمضان- فإنه يعرف أنه موسم من مواسم قراءة القرآن و تدبره، و تجده مع تدبره يحرص على تطبيقه و العمل به، لأنه يعرف أن هذا القرآن ما أنزل إلا ليطبق و يكون منهاجاً للحياة و دستوراً للبشرية كلها. و هكذا فإن الصيام يحمل صاحبه على أن يستكثر من العبادات، للفوز بجزيل الثواب و النجاة من أليم العقاب.
* و هكذا أيضاً يحرص الصائم على عبادات مؤقتة في مثل هذا الشهر؛ فمثلاً من سنن هذا الشهر صلاة الليل التي هي التهجد و التراويح، و هي مأمور بها و يستحب للمسلمين فعلها في المساجد جماعة. و كما جعل الله سبحانه و تعالى النهار محلاً للصيام، فإنه جعل الليل محلاً للقيام و الاستكثار من الصلوات.
* كما يدفعه صيامه أيضاً إلى النفع العام للمسلمين في هذا الشهر و في غيره، فينفع نفسه و ينفع سائر المسلمين؛ سواء كان في الأمور الدنيوية أو في الأمور الدينية:
فمن المنافع الدنيوية: الصدقات التي أمر الله تعالى بها، و أمر بها رسوله صلى الله عليه و سلم. قال بعض السلف: "إذا دخل رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله". فالإنسان مأمور بأن يكثر الصدقات في هذا الشهر و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة (أخرجه البخاري برقم 6 في بدء الوحي، باب:5(.
ذلك أنه شهر يتفرغ فيه العباد لطاعة الله و يبتعدون عن طرق الغواية و المعصية، و يستحب فيه مواساة الفقراء، و قد ثبت في الحديث أن من فطر صائماً كان له مثل أجره(أخرجه الترمذي برقم 807 في الصوم. باب "ما جاء فيمن فطر صائماً"(.
و من المنافع الدينية: فإنك كما ينبغي عليك أن تنفع نفسك، فإن عليك أن تنفع المسلمين، فإذا استقمت على طاعة الله، فإنك تحرص على أن تقيم غيرك على هذه الطاعة، و ذلك بأن تأمر إخوانك و أقاربك و جيرانك بأن يعملوا كما تعمل، و ترشدهم إلى ما أنت عليه، و تحثهم على العبادات التي أتيت بها، فتحثهم على قراءة القرآن، و على المحافظة على الصلوات، و تذكّرهم بذلك، و تقول لهم إن الذي يحب منكم الصيام يحب منكم الصلوات، و الذي أمركم بهذا الصوم أمركم بذكره، و فرض عليكم هذه الصلوات، و هذه الزكوات، و ربّ رمضان هو ربّ شوال و محرم و سائر الشهور، فلعلهم ينتفعون بذلك و يكون في ذلك فائدة عظيمة لك و لهم، و تسلم من الإثم إذا لم ترشدهم و إذا استقاموا على يديك كان لك من الأجر مثل أجورهم و ذلك خير لك من الدنيا و ما فيها(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً" أخرجه مسلم برقم 2674(.
كذلك أيضاً فمن النفع المتعدي التعليم و التفقيه، و ذلك أنك متى علمت حكماً أو مسألة، و عرفت أن فلاناً أو فلاناً يجهلها، فإن من واجبك أن تعلمه و ترشده سواء أكانت حُ:مية أو وعظية أو إرشادية، أو غير ذلك. é الخاطرة الثالثة: الصوم ينهي عن فعل المحرمات فإن الله تعالى قد نهى الصائم عن الأكل و الشرب و الوقاع في نهار رمضان، و جعل ذلك مفسداً للصوم، فيتأكد على المسلم أيضاً أن يترك المحرمات في نهار صومه و في ليالي شهره، و يجب عليه أن يتأثر بعد الشهر بما أفاده هذا الصوم، و ذلك لأن الله الذي حرّم عليك في نهار رمضان أن تأكل و أن تشرب؛ مع كون الأكل و الشرب من الشهوات النفسية التي تتناولها النفس بطبعها و التي تعيش عليها و تموت بفقدها، فإن الله تعالى حرم عليك محرمات أخرى هي أشد إثماً و أشد ضرراً و ليست بضرورية كضرورة الطعام و الشراب، و قد ورد في ذلك كثير من الآثار نذكر بعضها: 1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، و لا يصخب و لا يفسق، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤٌ صائم"(أخرجه البخاري 1904 في الصوم. باب: "هل يقول إني صائم إذا شتم؟" و مسلم برقم 1151 في الصيام، باب: "فضل الصيام").
و الصخب هو: رفع الصوت بالكلام السيئ. و الرفث: هو الكلام في العورات، و الكلام فيما يتعلق بالنساء و نحو ذلك. أما الفسوق: فهو الكلام السيئ الذي فيه عصيان و فيه استهزاء و سخرية بشيء من الدين أو من الشريعة، و نحو ذلك.
فالصوم ينهي صاحبه عن هذه الأشياء. و كأنه يقول إن صيامي ينهاني عن هذا الصخب -فإن الصوم ينهى عن المأثم، ينهى عن الحرام- فيقولك كيف أترك الطعام و الشراب -الذي هو حلال- و آتي بما هو محرم في كل الأوقات؟ 2- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من لم يدع قول الزور و العمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه"(أخرجه البخاري برقم 1903 في الصوم، باب: "من لم يدع قول الزور"(.
فالله تعالى ما كلفك أن تترك الطعام و الشراب إلا لتستفيد من هذا الترك، فتترك الرفث، و تترك الفسوق، و تترك قول الزور، و تترك المعاصي المتعلقة بالنساء و بالجوارح، فإن لم تفعل ذلك و لم تستفد من صيامك فالله تعالى يرده عليك و لا يجزيك على عملك.
3- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش، و رب قائم حظه من قيامه السهر"(أخرجه ابن ماجة برقم 1690، و أحمد في المسند 2/373، 441(.
4- و عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أن امرأتين صامتا فكادتا أن تموتا من العطش، فذكرتا للنبي صلى الله عليه و سلم، فأعرض عنهما، ثم ذُكرتا له، فأعرض عنهما، ثم دعاهما فأمرهما أن يتقيئا فتقيّئتا ملء قدح من قيح و دم و لحم عبيط فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "إنهاتين صامتا عما أحل الله. و أفطرتا على ما حرم الله عز و جل عليهما جلست إحداهماإلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس"(أخرجه أحمد في المسند 5/431(.
فانظر إلى قوله: "صامتا عما أحل الله، و أفطرتا على ما حرم الله". فجعل هذا فطراً، كون الإنسان يأكل أعراض الناس، و كونه يتكلم في فلان و فلان بغير حق، فهذا لم يستفد من صومه، صام عن الحلال، و أفطر على الحرام -و العياذ بالله- فلم ينتفع بصومه.
و لا شك أن الصوم الذي هذه آثاره لا ينتفع به صاحبه و لا يفيده؛ فإن الصوم الصحيح يجادل عن صاحبه و يشهد له يوم القيامة و يشفع له عند الله(حديث: أن الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.. سبق تخريجه).، فإن لم يحفظه لم يستفد منه و لم يؤجر عليه.
يقول بعضهم:
إذا لم يكن في السمع مني تصــاون و في بصري عضٌّ في منطقي صـمتُ فحظي إذاً من صومي الجوع و الظمأ و إن قلتُ: إني صمتُ يومي فما صمتُ فلا بد أن يكون على الصائم آثار الصيام، كما روي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: "إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الغيبة و النميمة، و دع أذى الجار، و ليكن عليك سكينة و وقار، و لا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء".
و بالجملة فالصوم الصحيح يدعو صاحبه إلى ترك المحرمات، فإن المعصية إذا سولت للإنسان نفسه أن يقترفها رجع إلى نفسه، و فكّر و قدر و نظر و اعتبر، و قال مخاطباً نفسه: كيف أقدم على معصية الله و أنا في قبضته و تحت سلطانه، و خيره عليَّ نازل، و أنا أتقرب إليه بهذه العبادة؟و من الذين لم يستفيدوا من صيامهم: أولئك الذين يسهرون على تعاطي الدخان المحرم الذي هو ضار بكل حالاته و وجوهه، فلا شك أنهم لم يستفيدوا من صيامهم ذلك أن الصوم تبقى آثاره، و هؤلاء لا أثر للصيام عليهم.
فالصائم الذي امتنع عن شرب الدخان طوال نهاره، و كذلك عن شرب الخمر المحرمة -و العياذ بالله- و لكنه تناول ذلك في ليله، فهذا الفعل دليل على أنه لم يستفد من صومه، و إنما صومه عليه وبال.
فالصيام الصحيح هو الذي يزجر صاحبه عن المحرمات:
فإذا دعته نفسه إلى شرب خمر رد عليها و قال: كيف أترك الطعام في النهار، و أتناول الخمر في الليل؟ أليس الذي حرّم هذا هو الذي حرم ذاك؟ كيف أؤمن | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:18 pm | |
| قال تعالى: ((أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض))(البقرة:85(.
وإذا نادته نفسه، و زينت له أن ينظر بعينيه إلى شيء من العورات؛ كأن ينظر إلى صورعارية في أفلام و نحوها، أو ينظر إلى النساء المتبرجات رجع إلى نفسه و قال: كيفأمتنع عن الحلال الذي حرمه الله -في النهار- كالأكل و الشرب، و آتي شيئاً محرماًتحريماً مؤبداً في آن واحد؟ و هكذا إذا دعته نفسه إلى أن يتناول شيئاً من المكاسب المحرمة كرشوة أو رباً أو خديعة في معاملة، أو غش، أو ما أشبه ذلك رجع إلى نفسه، و قال: لا يمكن أن أجمع بين فعل عبادة و فعل معصية. فإذا رجع إلى نفسه تاب من فعله و أناب.
فهذه أمثلة في أن الصائم صحيح الصيام يستفيد من صيامه في ترك المعاصي؛ سواءً كانت تلك المعاصي محرمة تحريماً مؤقتاً كالطعام و الشراب، أو تحريماً مؤبداً كالخمر و الميسر و القمار و الدخان و الرشوة و الغش و الربا و الزنا و الملاهي و نحوها، فإن هذه تحريمها أكيد.
فالمسلم يتفكر في أن الذي حرمهذا هو الذي حرم ذاك فيمتنع بصيامه عن كل ما حرم الله عز و جل.
هذه من آثار الصيام في زجر الصائمين عن المحرمات التي يقترفها الإنسان بسمعه و بصره و بيده و فرجه و ببطنه و بجميع بدنه و غير ذلك.
فإذا كان صومك كذلك فأنت من الذين يستفيدون من صيامهم، و من الذين يترتب على صيامهم الحسنات، و يترتب عليه المغفرة، فقد أكّد النبي صلى الله عليه و سلم أن مغفرة الذنوب تتحقق بالصوم إيماناً و احتساباً كما في الحديث المشهور: "من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.."(أخرجه البخاري برقم 38 في الإيمان، باب: "صوم رمضان احتساباً من الإيمان").، فشرط فيه أن يكون صومه إيماناً و احتساباً، و لا شك أن معنى الإيمان هو: التصديق بأنه عبادة لله، فرضه على العباد، و أما الاحتساب فهو: احتساب ثوابه عند الله، و ذلك يستدعي مراقبة ربه في كل الأحوال.
ذكر بعض العلماء: أنالصيام سر بين العبد و بين ربه، حتى قال بعضهم: إنَّه لا يطلع عليه أحد من البشر أولا تكتبه الحفظة.
فيمكن للصائم أن ينفرد في زاوية من الزوايا أو في مكان خفي، و يتناول المفطرات بحيث لا يراه أحد، و لكن المؤمن الذي يصوم إيماناً واحتساباً و يعبد ربَّه و يعلم أن الله يراقبه، كما قال تعالى: }الذي يراك حين تقوم * و تقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم{ (الشعراء:218-220). يعلم بأن ربه يراه حيث كان، فمثل هذا لا يتناول شيئاً من المفطرات و لو اختلى بها، و لو كان جائعاً فإنه يصبر على الجوع و لا يصبر على غضب ربه.
هذا معنى كون الصيامسراً خفياً لا يطلع عليه إلا الله، و هذا معنى كونه إيماناً، يعني ما حمله علىصيامه إلا الإيمان؛ ترك شهواته إيماناً بالله، إيماناً بأنه هو الذي فرضه، وإيماناً بأنه هو الذي حرم عليه هذه الشهوات و هذه الأشياء.
فالصيام الصحيح هو الذي تظهر عليك آثاره، و تحفظه في كل حالاتك، و تتذكره في كل الأوقات و لا تخدشه بشيء من المنقصات.
فإذا فعلت ذلك، فإنَّ صومك يترتب عليه مغفرة الذنوب، كما قال صلى الله عليه و سلم: "غفر له ما تقدم من ذنبه"(سبق تخريجه)، فلا شك أن هذا العمل الذي هو الصيام لما كانت هذه آثاره كان محبباً للنفوس الزكية، النفوسالسليمة، النفوس الصحيحة النقية، التي تسعد بهذا الصيام و تزكو و ترتقي.
وأما النفوس المتطرفة الغاوية فإنها تتثاقل هذا الصوم، و تتمنى انقطاعه، و انتهاءأيامه لذلك ترى الفرق الكبير بين المؤمن و غيره، المؤمن حقاً هو الذي يتمنى بقاءهذا الشهر، و أن تطول أيامه، كما رُوي في الحديث: "لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان"(أخرجه ابن خزيمة، برقم 1886 و ذكره ابن الجوزي فيالموضوعات 2/188، 189، و فيه جرير بن أيوب البجلي).
فانظر و فرّق. هناك قوم من السلف الصالح، و من أولياء الله و أصفيائه سنتهم كلها رمضان حتى قال بعضهم:
و قد صمت عن لذات دهري كلها و يوم لقاكم ذاك فطر صياميو كان بعضهم يصوم، و يكثر من الصوم، و لا يفطر إلا مع المساكين، و إذا منعه أهله أن يفطر مع المساكين لم يتعش تلك الليلة.
و كان بعضهم يطعم أصحابه أنواع الأطعمة و يقف يروحهم و هو صائم.
فهؤلاء هم الذين يتمنون أن يطول وقت الصوم، و ما يزيدهمرمضان إلا اجتهاداً في الطاعة و العبادة عما كانوا عليه في رجب، و في شعبان و مابعده و في سائر السنة، فأعمالهم كلها متقاربة.
أما من لم تصل حقيقة هذا الصوم إلى نفوسهم و لم تتأثر به قلوبهم، و لم يتربوا التربية السليمة، فإنهم يستثقلونه، و يتمنون انقضاءه في أسرع وقت، و أن تنتهي أيامه، و يفرحون بكل يوم يقطعونه منه، فما هكذا الصوم الصحيح بل الصائم المؤمن التقي هو الذي يتمنى بقاء هذه الأيام. فكثير ما نسمع من بعض ضعفاء النفوس أنه يتمنى أن يذهب رمضان، و إذا ما هلّ هلال شوال فرحوا و استبشروا، كأنهم ألقوا عنهم ثقلاً.
و معلوم أنهم قد فارقوا مواسم الخير، فارقوا الأوقات الشريفة، فارقوا هذه الأيام الغر، و هذه الليالي الزُّهر التي تفتح فيها أبواب الجنان و تغلق فيها أبواب النيران، و تصفد فيها الشياطين و مردة الجن، و هي التي بشر الله فيها عباده بالخيرات و المسرات، و ما علم هؤلاء الفارغون اللاهون أنَّهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.
فنحن نوصي إخواننا أن يقيسوا أنفسهم، و ينظروا مدى تأثرهم بهذه العبادة، فإذا رأوا أن نفوسهم قد ألفتها، و قد أحبتها، و انهم قد استفادوا منها فائدة مستمرةفي ليلهم و نهارهم، و في شهرهم و شهورهم، فإن ذلك دليل على حسن آثاره على هذاالعبد، و إذا لم يتأثروا، بل رجعوا بعد رمضان إلى تفريطهم و إهمالهم رجعوا إلىالمعاصي و الذنوب التي كانوا يقترفونها قبل رمضان، فإن هؤلاء لم يستفيدوا منصيامهم، و يوشك أن يكون صومهم مردوداً عليهم.
و لهذا كان السلف رحمهم الله يهتمون اهتماماً كبيراً في قبول صيامهم؛ فقد اشتهر عنهم أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يقبله منهم. يحرصون على العمل فيعملونه، فإذا ما عملوه و أتموه، وقع عليهم الهمّ، هل قبل منهم أو لم يقبل منهم؟و رأى بعضهم قوماً يضحكون في يوم عيد، فقال: إن كان هؤلاء من المقبولين، فما هذا فعل الشاكرين، و إن كانوا من المردودين، فما هذا فعل الخائفين. é الخاطرة الرابعة : الصوم الصحيح كثير من عامة الناس يحافظون على العبادات في أيام رمضان، و كأنهم يستنكرون أن يتركوا العبادتين: الصوم و الصلاة، أو يفعلوا عبادة دون عبادة.
فتراهم يستنكرون أن يتركوا الصوم و الصلاة، و يستنكرون أن يؤدوا الصوم دون الصلاة، أو يفعلوا شيئاً من المحرمات.
تجدهم في رمضان يتوبون و لكن توبة مؤقتة، فهم في أنفسهم عازمون على العودة إلى المعاصي. ففي رمضان يحافظون على الصلاة، و يتوبون عن الخمر أو عن الدخان مثلاً، أو عن الاستماع إلى الأغاني و الملهيات و نحو ذلك، أو عن بعض الشعارات الباطلة أو عن الصور الخليعة، أو ما أشبه ذلك، و لكن يحدثون أنفسهم أنهم بعد شهر رمضان سيعودون إلى ما كانوا عليه و لهذا يتمنون انقضاء هذه الأيام و إذا أقبل رمضان حثوا أنفسهم، و تناولوا ما قدروا عليه من الخمر و من غيرها حتى قال بعضهم:
دعاني شهر الصوم لا كان من شهر و لا صمت شهراً بعده آخر الدهر و العياذ بالله… فهؤلاء ربما يفرقون بين رمضان و ما بعد رمضان؛ فيستكثرون من تناول الحرام و فعله قبل أن يأتي شهر رمضان؛ لأنهم سيتركونه مدة هذا الشهر فقط، ثم يعودون إليه، حتى قال بعضهم:
إذا العشرون من شعبان ولّت فبادر بالشراب إلى النـــهارِ و لا تشرب بأقداحٍ صغـارٍ فإن الوقتَ ضاق على الصغارِ فمثل هؤلاء لم يتأثروا بصومهم، فالإنسان يستعيذ بالله أن يكون من هؤلاء الذين ما نفعهم صومهم و لا زجرهم عن المحرمات، و إذا فعلوا شيئاً من العبادات فعلوها بنية الترك و إذا تركوا شيئاً من المعاصي تركوها بنية الفعل بعد أن ينفصل الشهر، كما قال شاعرهم و أميرهم:
رمضان ولّى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ فهو ينادي ساقي الخمر بأن يأتي إليه بالشراب مسرعاً؛ لأن رمضان قد انقضى و ولَّى و كأن الخمر حرام في رمضان حلال في غيره.
فالصوم الصحيح هو الذي يحفظ فيه الصائم صيامه؛ فيحفظ البطن و ما حوى، و الرأس و ما وعى، و يذكر الموت و البلى، و يستعد للآخرة بترك زينة الحياة الدنيا، و يترك الشهوات التي أساسها شهوة البطن و الفرج، و يذكر بعد ذلك ما نهاه الله عنه من الشهوات المحرمة في كل وقت. و يذكر أيضاً أن الصوم هو في ترك هذه الشهوات، فما شرع الله الصوم إلا لتقويم النفوس و تأديبها. é | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:18 pm | |
| الخاطرة الخامسة: من فوائد الصيام ذكر الأطباء و العلماءقديماً و حديثاً أن الصوم يهذب النفوس، و أنه يزكيها و يقويها و أنه يكسب الأجسامملاحة و صحة و قوة، حتى قال بعضهم: (سافروا تغنموا، و صوموا تصحوا)("صوموا تصحوا". يروى هذا اللفظ ضمن حديث رواه ابن عدي في الكامل: 7/2521 من طريق نهشل بن سعد عن الضحاك عن ابن عباس. و نهشل متروك كان يكذب، و الضحاك لم يسمع من ابن عباس).
فمعنى ذلك أن الصوم حماية للنفس، من الأخلاق المؤذية الضارة التي قد تفسد النفس و توقعها فيما يضرها.
كما أن فيه أيضاً تمرين النفس على الصبر و التحمل و المجاهدة، و أنت تحس بذلك إذا ما فاجأك أمر يحتاج منك إلى شيء من ذلك.
* فالإنسان الذي تعوَّد على الجوع، و صبر عليه مدة طويلة و صبر على الظمأ، إذا جاءه أمر مفاجئ، بأن وقع مثلاً في جوع شديد أو إذا ظمئ و لا يوجد ماء و هو في سفر، أو انقطع عنه الشراب كما يكون في الأسفار أحياناً، فإذا كان قد مرّن نفسه على هذا العمل، لم يحس بذلك و لم يتأثر به، بخلاف من عوّد نفسه على تناول الشهوات في كل الأوقات، فإنه إذا افتقدها في وقت من الأوقات حصل عليه تأثر كبير، و أصيب بالأمراض و ربما أتى إليه الهلاك بسرعة؛ و ذلك لأنه لم يتعود هذا الأمر و لم يمرن نفسه عليه.
* كما أن للصيام أيضاً فائدة أخرى و هي: أن الصائم إذا أحس بالجوع تذكر أهل الجوع الدائم؛ تذكر الفقراء، و المساكين، و المستضعفين، الذين يمسهم الجوع في أغلب الأوقات في أكثر البلاد الإسلامية تذكر أن له إخوة يجمعهم و إياه دين واحد، دين الإسلام، يدينون بما يدين به و يعتقدون ما يعتقده، و أنهم في جهد و في جوع، و في ضنك من المعيشة، فيحملك هذا الذي أحسست به من هذا النوع على أن ترحمهم و تعطف عليهم و تواسيهم و تعطيهم مما آتاك الله، و تمدهم بما يخفف عنهم آلامهم التي يقاسونها. فإذا قاسيت هذه الآلام في وقت من الأوقات تذكرت من يقاسيها في جميع الأوقات.
فهذه من الحكم العظيمة في الصيام أن يتذكر الغني الفقراء، و أن يرحمهم و يعطف عليهم بما أعطاه الله تعالى. é الخاطرة السادسة: القرآن في رمضانمعلوم أن رمضان شهر لهخصوصية بالقرآن. قال الله تعالى: }شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان{ (البقرة:185(.
فقد أنزل الله القرآن في هذا الشهر، و في ليلة منه هي ليلة القدر، لذا كان لهذا الشهر مزية بهذا القرآن.
و كان النبي صلى الله عليه و سلم يعرض القرآن في رمضان على جبريل عليه السلام، فكان يدارسه القرآن.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن"(سبق تخريجه).
فكونه يخص ليالي رمضان بمدارسته، دليل علىأهمية قراءة القرآن في رمضان.
و معلوم أن الكثير من الناس يغفلون عن قراءة القرآن في غير رمضان، فنجدهم طوال السنة لا يكاد أحدهم يختم القرآن إلا ختمة واحدة، أو ختمتين، أو ربما نصف ختمة في أحد عشر شهراً. فإذا جاء رمضان أقبل عليه و أتمتلاوته.
و نحن نقول: إنه على أجر، و له خير كبير، و لكن ينبغي ألا يهجر القرآن طوال وقته؛ لأن الله تعالى ذمّ الذين يهجرونه، قال تعالى: }و قال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً{(الفرقان).
* و من هجران القرآن ألا يكون الإنسان مهتماً به طوال العام إلا قليلاً. * و من هجرانه كذلك أنه إذا قرأه لم يتدبره، و لم يتعقله. * و من هجرانه أن القارئ يقرأه لكنه لا يطبقه، و لا يعمل بتعاليمه. و أما الذين يقرؤون القرآن طوال عامهم، فهم أهل القرآن، الذين هم أهل الله و خاصته.
و يجب على المسلم أن يكون مهتماً بالقرآن، و يكون من الذين يتلونه حق تلاوته، و من الذين يحللون حلاله و يحرمون حرامه، و يعملون بمحكمه، و يؤمنون بمتشابهه و يقفون عند عجائبه، و يعتبرون بأمثاله، و يعتبرون بقصصه و ما فيه، و يطبقون تعاليمه؛ لأن القرآن أنزل لأجل أن يعمل به و يطبق، و إن كانت تلاوته تعتبر عملاً و فيها أجر.
و فضائل التلاوة كثيرة و مشهورة، و لو لم يكن منها إلا قول النبي صلى الله عليه و سلم: "من قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، و لكن ألف حرف، و لام حرف، و ميم حرف"(أخرجه الترمذي برقم 2910من حديث عبدالله بن مسعود مرفوعاً). فجعل في قراءة آلم ثلاثينحسنة.
و فضائل التلاوة كثيرة لا تخفى على مسلم، و في ليالي رمضان و أيامه تشتد الهمة له. كان بعض القراء الذين أدركناهم يقرؤون في كل ليلة ثلاثة أجزاء من القرآن على وجه الاجتماع؛ يجتمعون في بيت، أو مسجد، أو أي مكان، فيقرؤون في كل عشرة أيام مرة. و بعضهم يقرأ القرآن و يختمه وحده.
و قد أدركت من يختم القرآن كل يوم مرة أو يختم كل يومين مرة فقد يسره الله و سهله عليهم، و أشربت به قلوبهم، و صدق الله القائل: }و لقد يسَّرنا القرآن للذكر فهل من مُدَّكر{(سورة القمر:17). و قال: }فإنما يسَّرناه بلسانك لعلهم يتذكرون{(الدخان:58).
فمن أحب أن يكون من أهل الذكر فعليه أن يكون من الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته، و يقرأه في المسجد، و يقرأه في بيته، و يقرأه في مقر عمله، لا يغفل عن القرآن، و لا يخص شهر رمضان بذلك فقط.
فإذا قرأت القرآن فاجتهد فيه؛ كأن تختمه مثلاً كل خمسة أيام، أو في كل ثلاثة أيام، و الأفضل للإنسان أن يجعل له حزباً يومياً يقرأه بعد العشاء أو بعد الفجر أو بعد العصر، و هكذا. لابد أن تبقى معك آثار هذا القرآن بقيةالسنة و يحبب إليك كلام الله، فتجد له لذة، و حلاوة، و طلاوة، و هنا لن تمل مناستماعه، كما لن تمل من تلاوته.
هذه سمات و صفات المؤمن الذي يجب أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى و خاصته.
أما قراءة القرآن في الصلاة، فقد ذكرنا أن السلف كانوا يقرؤون في الليل فرادى و مجتمعين قراءة كثيرة. فقد ذكروا أن الإمام الشافعي -رحمه الله- كان يختم في الليل ختمة، و في النهار ختمة، في غير الصلاة؛ لأنه يقرأ في الصلاة زيادة على ذلك.
و قد يستكثر بعض الناس ذلك و يستبعدونه، و أقول: إن هذا ليس ببعيد، فقد أدركت أناساً يقرؤون من أول النهار إلى أذان صلاة الجمعة أربعين جزءاً في مجلس واحد. يقرأ، ثم يعود فيقرأ، يختم القرآن ثم يعود فيختم ثلث القرآن، فليس من المستبعد أن يختم الشافعي في النهار ختمة، و في الليل ختمة.
و لا يستغرب ذلك أيضاً على الذين سهل القرآن في قلوبهم، و على ألسنتهم، فلا يستبعده إلا من لم يعرف قدر القرآن، أو لم يذق حلاوته في قلبه.
و على الإنسان إذا قرأ القرآن أن يتدبَّره، و الكفار كذلك مأمورون بذلك حتى يعترفوا أنه من عند الله، و أنه لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه، و لاضطربت أوامره و نواهيه، فلما كان محكماً متقناً، لم يقع فيه أي مخالفة، و لا أي اضطرابات كان ذلك آية عظيمة، و معجزة باهرة.
فهذا هو القصد من هذه الآية، و لكن لا ينافي ذلك بأننا مأمورون أن نتدبر كل ما قرأنا كما أمرنا. é | |
|
dodo1441 مشرف
الاوسمة : الهواية : العمل : الدولة : المزاج : عدد الرسائل : 2028 العمر : 37 الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: رد: خصائص شهر رمضان الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:19 pm | |
| فضل صيام رمضان ومنهاج الصائمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:-
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان ويخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب جهنم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، ويقول صلى الله عليه وسلم "إذا كانت أول ليلة من رمضان فُتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، وَغُلِّقتْ أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصُفِّدت الشياطين، ويُنادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ويقول عليه الصلاة والسلام "جاءكم شهر رمضان، شهر بركة يغشاكم الله فيه فيُنزل الرحمة ويُحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله" ويقول عليه الصلاة والسلام "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ويقول عليه الصلاة والسلام، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". والأحاديث في فضل صيام رمضان كثيرة، والله سبحانه وتعالى جعل عمل ابن آدم كله له إلا الصوم فهو لله جل وعلا، والله عز وجل هو الذي يجزي به وهذا يدل على فضل هذا الشهر الكريم وزيادة الأجر فيه، فينبغي للمؤمن أن يتوب إلى الله من ذنوبه وأن ينتهز هذه الفرصة وهي ما مَنَّ الله به عليه من إدراك شهر رمضان، فيسارع إلى الطاعات، ويحذر السيئات ويجتهد في أداء ما افترض الله عليه ولا سيَّما الصلوات الخمس فإنها عمود الإسلام وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين ولا يتركها إلا كافر خارج عن ملة الإسلام على القول الراجح من أقوال العلماء لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" وللحديث الآخر "بين الإيمان والكفر والشرك ترك الصلاة "، فمن صام رمضان وهو تارك للصلاة فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، فلا يقبل الله منه صيام ولا زكاة ولا عمل فقد صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فيجب على المؤمن أن يحافظ على الصلاة وأن يكون من عباد الله الصالحين وليس من عُبَّاد رمضان، فيجب على من لا يصلي أن يرجع إلى الله ويتوب إليه ويحافظ عليها في رمضان وغيره وإلا كان كافراً مرتداً عن الإسلام، وفي هذه الحالة يُستتاب فإن تاب وإلا قُتِلَ مرتداً والعياذ بالله، ومن مات وهو تاركاً للصلاة فإنه لا يجوز الصلاة عليه ولا الترحم عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين ولا يورث، ولا يرث إن مات أحد أقاربه ولا تُأكل ذبيحته وينطبق عليه كل ما ينطبق على الكفار، فيجوز أكل ذبيحة أهل الكتاب ولا يجوز أكل ذبيحة تارك الصلاة، كما ينبغي على المسلم أن ينتبه أيضاً إلى موضوع الزكاة، فإن غالب الناس يجعل زكاته في رمضان، وهي واجبة متى بلغت النصاب وحال عليها الحول وليس فقط في رمضان، والزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، التي يجب على المسلم المحافظة عليها فهي تعمل على تثبيت أواصر المودة بين الغني والفقير لأن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها، وهي تُطَهِّر النفس وتزكيها وتبعدها عن الشح والبخل وتُعَوِّد النفس على الجود والكرم والعطف على المحتاجين، وقال الله تعالى فيمن قصَّر بها ولم يخرجها "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" (التوبة:34). أما حكم الصيام، فهو واجب بالكتاب والسنة والإجماع، ويلزم الصوم لكل مسلم مكلف قادر مقيم، ونفهم من كلمة مسلم أي أن الكافر لا يصح منه ولا يلزمه إلا إذا دخل بالإسلام، فتارك الصلاة مثلاً يجب عليه أن يتوب إلى الله ويُقيم الصلاة وتكون توبته توبةً نصوحاً حتى يقبل الله صيامه ويقبل أعماله، وأما بالنسبة للحائض والنفساء فلا يلزمهما الصوم ولا يصح منهما ويلزمهما قضاؤه، والحائض والنُّفَساء إذا رأوا الطهر قبل الفجر لزمهما الصيام ولا حرج في أن يكون الغسل بعد طلوع الفجر إلا أنه يجب أن يكون قبل طلوع الشمس لكي تُدرِك الصلاة قبل خروج وقتها، وكذلك الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس، أما النية للصيام وهذا الأمر يقع فيه كثير من العامة الذين يجهلون تعاليم دينهم مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "فرض على كل مسلم ومسلمة التفقه في الدين" فكثير من العامة يتلفظون بالنية كأن يقول نويت أن أصوم غداً أو غيرها من الألفاظ، والنية محلها القلب ولا محل للسان والجوارح فيها، ومن تلفظ بها كان مبتدعاً في دين الله ما ليس منه، فالتلفظ بالنية بدعة حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ويصوم ويزكي ويتوضأ ويعمل ما يعمل من العبادات ولا يتلفظ بالنية لأن الله مُطَّلع على القلوب ويعلم ما في نفس العبد، ولكن يجب أن يُبَيّت الإنسان نية الصيام قبل الفجر ولكن بالقلب دون التلفظ بها لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من لم يٌبَيِّت الصيام قبل الفجر فلا صيام له" فتكون النية بأن يعزم بالقلب على الصيام. ومن الأمور التي يجهلها العامة أنه من أفطر لكبره أو مَرَضْ لا يُرجى برؤه يطعم عن كل يوم مسكيناً ولا قضاء عليه، ومن أفطر لمرض يرجى برؤه أو سفر فعليه القضاء. ومن الأمور التي تبطل الصوم الأكل والشرب عمداً فإن كان ناسياً فلا يبطل صومه ولا إثم عليه وكذلك إن كان مكرهاً لا يَفْسد صومه ولا إثم عليه، ويُبطل الصوم ما يدخل عن طريق الأنف لأنه يصل إلى المعدة، فقطرة الأنف تُبطل الصيام وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً"، وكذلك يُفسد الصيام الحقن التي تؤخذ للتغذية، أما الحقن الأخرى فلا تبطل الصيام، وتَعَمُّد القيء يبطل الصيام، وأما قطرة العين والكحل وغيرها مما يوضع في العين فلا يُفسد الصوم وذلك لأن العين ليست منفذاً للمعدة وكذلك قطرة الأذن لا تبطل الصيام وكذلك الكمَّام الذي يستخدمه مريض الربو لا يُفسد الصوم، وكذلك إذا مرَّ في مكان فيه بخوراً أو دخان أو غبار أو غيره مما له جُرم يصل إلى المعدة إن لم يتعمَّد ذلك لا يفسد صومه ولكن عليه أن يجاهد نفسه على عدم استنشاقها، وذلك أن من الأمور المفطرة أيضاً البخور والغبار إذا تعمَّد استنشاقها، ومن الأمور التي لا تبطل الصيام أيضاً معجون الأسنان إلا أن الإنسان يتحرَّص لكي لا يبلعه، أما طعم المعجون بالحلق فلا يُفسد الصوم وكذلك الحناء لا تفطر، وكذلك يجوز استعمال العطور والطيب في نهار رمضان إلا للمرأة التي تريد الخروج فليس لها مس الطيب سواء في رمضان أو غيره وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "أيما امرأة استعطرت فمرَّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية" أما إن استعطرت في بيتها فلا حرج في ذلك وإن خرجت وهي متعطرة تأثم ولكن صومها صحيح لا يفسد. والاحتلام وخروج القيء -إن لم يتعمد ذلك- وخروج الدم لا يُفسدون الصوم فإذا قام أحد الناس بعمل تحليل دم مثلاً في نهار رمضان فصومه صحيح وأما الدم المفسد للصوم هو دم الحيض والنفاس. وكذلك التقبيل بين الزوج وزوجته لا يفسد الصوم إلا أن تركه أولى لكي لا يحدث فيه إنزال. أما من جامع امرأته في شهر رمضان فإن كان ليلا فيما بين غروب الشمس وطلوع الفجر فلا بأس بذلك، وإن كان جماعه نهاراً فيما بين طلوع الفجر وغروب الشمس وهو صائم مكلف به فهو آثم عاص لله ورسوله، فيجب عليه التوبة إلى الله عز وجل وعليه القضاء والكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما إلا لعذر مثل مرض مبيح للفطر أو عيد أو سفر مبيح للفطر أو غير ذلك من مبيحات الفطر، ومن فطر بدون عذر في هذين الشهرين فيجب عليه أن يعيد الصيام من أوله، فإن لم يستطع الصيام فإطعام ستين مسكيناً لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد ولكن دون تخيير بينهما، أي يجب على المؤمن أن يجاهد نفسه على القيام بالكفارة على ترتيبها وذلك لأن الله يعلم ما في القلب فيعلم مَن المستطيع ومن لا يستطيع، ولكن إذا أكره الرجل امرأته على الجماع فليس عليها كفارة ولا قضاء لأنها مكرهة وعلى الرجل الكفارة، وأما إذا كان الرجل معذوراً بجهل أو نسيان أو إكراه فلا كفارة عليه ولا قضاء وكذلك المرأة وذلك إذا جهلوا الحكم أو نسوه ولكن من يعلم بالتحريم فيجب عليه الكفارة، ومن جامع وهو صائم في سفره أفطر ولا كفارة عليه وإنما عليه القضاء، وذلك لأن المسافر يجوز له أن يفطر، وهذه الكفارة خاصة بالجماع في رمضان أما في غير رمضان فلا كفارة فيه فلا تجب الكفارة في صيام النفل، ولا تجب في صيام كفارة اليمين، ولا تجب في صيام فدية الأذى، ولا تجب في صيام متعة الحج لمن لم يجد الهدي، ولا تجب في صيام النذر، ولا تجب الكفارة في الإنزال بقبلة أو مباشرة أو غير ذلك لأنه ليس جماع، والكفارة تجب بالجماع مطلقاً في رمضان وإن لم يحصل إنزال. وبالنسبة للنخامة فإن بلعها حرام سواء كان الإنسان صائماً أو غير صائم وذلك لأنها مستقذرة وربما تحمل أمراضاً خرجت من البدن ولكنها لا تفطر على القول الراجح من أقوال العلماء لأنها لم تخرج من الفم ولا يعتبر بلعها أكلاً ولا شرباً، فلو ابتلعها بعد أن وصلت إلى فمه فإنه لا يفطر بها ولكن ابتلاعها محرم كما قلنا لاستقذارها وضررها. هذا شرح ميسر وضعته لكي يستعين به كل من أشكل عليه أمرا من أمور وأحكام الصيام هذا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بقلم/ولدباباعلي عبد العزيز | |
|