خلق الله تعالى الإنسان خلقا جميلا ، وخلق المرأة في حد ذاتها خلقا جميلا ، فهي في ذاتها جميلة سواء كانت بيضاء ، سوداء أو شقراء ذلك لأن مقياس الجمال في عين الإنسان نسبي أي ليس وفق مقاييس معينة كما قد يظن البعض ، فتارة تكون الرشيقة جميلة وتارة تكون المتوسطة جميلة وتارة تكون الثخينة جميلة ، والسمراء أجمل من البيضاء في أعيننا لكن الحقيقة أن الجميع جميلات ، ويملكن من مقومات الجمال ما يزيد على ما نتوقع ، قال الله تعالى { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } (التين:4) وقال جل جلاله { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } (البقرة:138) .
إن الجمال لا يرتبط بسن محددة ، فالرضيعة جميلة ، والطفلة كذلك والشابة أيضا والشيخة جميلة ، ولولا ذلك لخربت البيوت وهاج الناس كالحيوانات .
هل مواد الزينة المستحدثة تزيد المرأة جمالا ، أم تزيدها فتنة ؟ فرق بين الأمرين ، فخلق الله تعالى كله جميل ، إن ما صنعه الإنسان من أصباغ وألوان أضافها إلى نفسه لا تزيده جمالا إنما تزيده فتنة وغواية فشتان ما بين الجمال والفتنة .لأن الجمال أمر وسط بين الفتنة والقبح .
أنظروا معي إلى شيء جميل في هذا الكون، الجميع يحبه وهو الفاكهة من ناحية الطعم ومن ناحية الشكل فالشكل جميل لكن الطعم لذيذ ، ولو أننا أضفنا على التمر عسلا مثلا فكيف يكون طعمه ؟ هل يزيدنا رغبة في الأكل منه أو التلذذ به ؟ كم تستطيع الأكل من المربي ، وكم تستطيع الأكل من الفاكهة الطبيعية ؟
هذا الحال في نظري، نفس الألوان التي اخترعها الإنسان لكي تكون سبب غواية ، لا تزيد المرأة جمالا بل تزيدها قبحا أو فتنة . وانظروا معي فكيفية اختيار ملكات الجمال في العالم إنما هو قائم على الشكل الطبيعي فقط وليس على الإضافات والمساحيق .