المحتشمة عزة في زمن الانبهار

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين والعاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين اللهم صل و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد وعلى آله و صحبه أجمعين .
إن خطابي هدا ما هو إلا صرخة إندار و تحدير لك أختي الحبيبة إنها كلمات آمل أن تصل مسامعك و من ثم تطرق باب قلبك فتجد فيه متسعا و مدخلا و قبولا ثم تطبيقا له ، إن كلامي هدا ليس بالجديد عليك و لكنه تدكير لك لعل الله ينفعك بهده الكلمات و يكون لها الثر العظيم في قلبك.
أخية : إنني أخاطب فيك محبتك لله و خوفك منه جل و علا ، أخاطب فيك حياءك ، مروءتك ، غيرتك ، و إباءك إنه لما رأى أعداء الإسلام مكانة المرأة المسلمة و قوة تأثيرها في الوسط ةالدي نعيش فيه ، راحوا يكيدون لها المكائد و يتربصون بها الدوائر فأتوا بآراء مسمومة ، بريئة الظاهر ، خبيثة الباطن فقالوا :
مزقي يا ابنة الإسلام الحجابا و اسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه و احرقيه بلا زيت فقد كان حارسا كدابا
تدكري أختي العزيزة أن عدونا هو الغرب الكافر و أعوانه و أولياؤه لم يستطيعوا مواجهتنا بالسلاح الحسي فبدؤوا غزوهم الفكري و قد نجحوا و أسقطوا عددا من القتلى و يا أسفاه .
بدأوك بالموضة و الأزياء و كل جديد جداب و تدرجوا معك شيئا فشيئا فقالوا :
العباءة على رأسك تضايقك والثةب الطويل يثقل عليك و البنطال أسهل لمشيك و تغطية الوجه تكتم أنفاسك فأصبح التبرج و السفور حجابا و الحجاب و الحشمة تشددا .
إن الناظر إلى حال نساء زماننا يتفطر قلبه ألما و حسرة و تدمع عينه حزنا و قهرا فقد أصبح حجابهن زينة و أزياء و سترهن كشفا و تفسخا فهل عرفنا في الإسلام عباءة مطرزة وهل سمعنا بخمار مزركش ، إنه و الله أمر يتقطع له نياط القلب و يندى من هوله الجبين .
فالحجاب عبادة فيه السعادة و الجمال و راحة تنسي كل راحة و ليس بعادة ، فرض الله الحجاب ليستر المرأة من الئاب البشرية و يحميها من أعداء الطهر و العفاف و يحفظها من أعين الماكرين الخائنين و يرفعها من مستنقعات العار و أوحال الرديلة.
إن الله تعالى أعز المرأة بالإسلام و حفظها بالخمار و صانها بالغطاء فكيف تحول إلى عرض أزياء؟
المرأة المتحجبة كالملكة في بيتها و كالسيدة في قومها لا تمشي إلا بمعية حارسها الشخصي يمشي معها بعزة و فخر و تمشي معه بطمأنينة و أمان ، في الحجاب :
يتجلى معنى التكيم و إن رآه البعض إهانة .
والحرية و إن رآه البعض قيدا .
و حضارة الإنسان و إن رآه البعض تخلفا .
و الرقي و إن رآه البعض انحطاطا .
و معنى الحياة و إن رآه البعض كقتال لا يصلح إلا للموتى .
فإن تعجبي فاعجبي ممن تأباه .
و أعجب من دلك كله من لا ترتديه إلا كفنا و لات حين مناص منه .
فاعلمي أن الله لم يظلمك بهدا الحجاب بل أنصفك و رفع شأنك بهدا الخمار .
ما كان ربك جائرا في شرعة فاستمسكي بعراه حتى تسلمي
و دعي هراء القائلين سفاهة إن التقدم في السفور الأعجم
إن الذين تبرأوا عن دينهم فهم يبيعون العفاف بدرهم
حلل التبرج إن أردت رخيصة أما العفاف قدوته سفك الدم


أختاه يا بنت الإسلام تحشمي لا ترفعي عنك الخمار فتندمي
صوني جمالك إن أردت كرامة كيلا يصول عليك أدنى
لا تعرضي عن هدى ربك ساعة غضي عليه مدى الحياة فتنعمي
فإلى أصل العز و الشرف و الحياء....إلى صانعة الأجيال و مربية الرجال إلى من تربعت طيلة القرون الماضية على عرش حياءها تهز المهد بيمينها و تزلزل عروش الكفر بشمالها إلى الذرة المصونة و اللؤلؤة الكنونة
و احتسبي الأجر عند الله كلما أردت لبس حجابك و تأملي معي كم من مرة تخرجين في الأسبوع . ففي كل مرة تلبسين فيها الحجاب محتسبة الأجر عند الله فسوف تنالين أجرا عظيما وحسنات لا حصر لها سترينها في الكتاب قال تعالى يوم ينظر المرء ما قدمت يداه
فأسأل الله تعال أن يريني و إياك الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه و أن يهدي ضال المسلمين و يردنا إليه ردا جميلا ........آمين