اللهم صلي و سلم على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
نحتاج في حياتنا إلى الثير من التدعيم و المساندة من طرف أصدقائنا و عائلتنا، لكن أجمل مساعدة قد نتلقاها، تكون من الله سبحانه و تعالى، و ذلك بإعطائه لنا دائما فرص لنجدد حياتنا و نتغلب على أحزاننا و خوفنا ... كما أنه يضع في طريقنا جنودا لا نراها و لا نستشعر وجودها، لكننا مع الأيام نعترف أن هؤلاء الجنود كان لهم دور كبير في تنوير طريقنا و مساعدتنا...و هؤلاء الجنود هم العلماء
من بين أهم العلماء الذين كان لهم أثر كبير في تغيير بعض الأشياء في حياتي ، الإمام الغزالي رحمه الله تعالى
و كان أهم شيء قدمه لي و لكم و لكل من عرفه و لم يعرفه كتاب جدد حياتك
هذا الكتاب هو بمثابة قاعدة أساسية لكتاب " لا تحزن .." الشهير
و صدقوني، فيه من الدرر و الحكم ما يفيد و يجدد الحياة فعلا
أحببت أن أقتطف لكم منه بعض الأسطر المفيدة
لعلها تنفض الغبار عن بعض النفوس التي علاها غبار اليأس
و تأتي بثمار جيدة لحياة كل شخص مصر على المضي قدما في هذه الحياة
تفضلوا
جدد حياتك
كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة فى حياته . ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة . كتحسن فى حالته . أو تحول فى مكانته.وقد يقرنها بموسم معين . أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد . أو غرة عام مثلا. وهو فى هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة المرموقة قد يجئ مع هذا الموعد . فينشطه بعد خمول ويُمَنِّيه بعد إياس. وهذا وهم. فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شىء من داخل النفس.
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وبصر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت . ولا تصرفه وفق هواها.
إنه هو الذى يستفيد منها . ويحتفظ بخصائصه أمامها . كبذور الأزهار التى تُطمر تحت أكوام السبخ . ثم هى تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة!! . لقد حولت الحمأ المسنون والماء الكدر إلى لون بهيج وعطر فواح... كذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته . واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجه من شئون كريهة . إنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على ما يريد . إنه بقواه الكامنة . وملكاته المدفونة فيه .والفرص المحدودة . أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبنى حياته من جديد
لا مكان لتريث .إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين فى طريق الحق . أما أن يهب المقعد طاقة على الخطو أو الجري فذاك مستحيل . لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب . فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. الحاضر القريب الماثل بين يديك . ونفسك هذه التى بين جنبيك .والظروف الباسمة أو الكالحة التى تلتف حواليك . هى وحدها الدعائم التى يتمخض عنها مستقبلك. فلا مكان لإبطاء أو انتظار . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار . ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل " ثم إن كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدد به حياتك . وتصلح به أعمالك لا يعنى إلا إطالة الفترة الكابية التى تبغى الخلاص منها . وبقاءك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط. بل قد يكون ذلك طريقاً إلى انحدار أشد . وهنا الطامة.
وفى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " النادم ينتظر من الله الرحمة، و المعجب ينتظر المقت، واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله . ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله . وإنما الأعمال بخواتيمها. والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة. واحذروا التسويف فإن الموت يأتى بغتة. ولا يغترن أحد كم بحلم الله عز وجل . فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله. ثم قرأ: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ".
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين . وأن يرسل نظرات ناقدة فى جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها . وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التى تزرى به. فى كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبى لأذهب الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة . وسجلات مبعثرة . وأوراق أدت الغرض منها. يجب أن أرتب كل شىء فى وضعه الصحيح . وأن يستقر فى سلة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به. وفى البيت . إن غرفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل. فإذا الأيدى الدائبة تجول هنا وهناك لتنظف الأثاث المغبر . وتطرد القمامة الزائدة . وتعيد إلى كل شىء رواءه ونظامه.
ألا تستحق حياة الإنسان مثل هذا الجهد؟. ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله . وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنقى القمامة عن الساحات الطهور؟!. ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم؟ وأن ترجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات .وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض فى تلك الدنيا المائجة؟..
إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب فى أرجاء نفسه وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.
منـقـول