قرأت مقالا في بداية التسعينيات عن مدينة الأغواط و كان على ما أذكر بعنوان : الأغواط و رحلة البحث عن الكنز المفقود .تحدث فيه كاتبه عن كثرة الحفر التي تميز طرق مدينة الأغواط آنذاك.
و اليوم و بعد مرور أكثر من عشر سنوات و بعد أن إستبشر الناس خيرا بوالي الولاية الحالي الذي ملأ ذكره الأرجاء من خلال عملية إعادة الإعتبار لمدينة الأغواط عبربرنامج متكامل للتهيئة الحضرية لا تزال المدينة تعاني نفس المشكل. و كأن الحفر هي القدر المحتوم على مدينة الأغواط
الملاحظ في هذا السياق أنّ عملية تزفيت الطرقات و الأحياء تسير بوتيرة حسنة و لكن لا يلبث الزفت أن يجف حتى يأتي المقاولون بآلات القص الحديثة ويباشرون مجزرة حقيقية ضد الطرقات المعبدة حديثا . و كأنّ الأمر مقصود. فلا تكاد تسير مسافة مئة أو مئتي متر حتى تجد حفرة و هكذا دواليك.
و المشكل المطروح لا يتعلق بتعبيد الطرقات في حد ذاته و لكنه مرتبط بهؤلاء المقاولين الذين يحفرون الطريق بواسطة هذه الآلات الحديثة. وعندما ينتهون من عملهم يقومون بإرجاع تلك القطع المنزوعة من قبل, رغم أن القاصي و الداني يعلم بأنّ الزفت إذا تم نزعه لا يمكن أن يتم إسترجاعه, بل يجب تهيئة المنطقة المنزوعة ثم وضع طبقة جيدة من الزفت و تسويتها جيدا حتى لا تهترئ طرقاتنا من جديد
فهذه الحفر الجديدة صارت تتسبب في الكثير من الضرر لأصحاب السيارات سواء على مستوى الفرامل أو العجلات أو النوابض ,كما أنها صارت تتسبب في الكثير من حوادث المرور و لكن لا أحد تجرأ و تكلم عن هذه الظاهرة التي تتفاقم يوما بعد يوم
نحن لا ننكر أن الوالي يعمل بجد و بنية حسنة, كما أنه لم يبخل يوما بأي شيء في سبيل تحسين منظر المدينة. و لكن نعتب على المسؤولين الذين لا يقومون بإجراء الدراسات قبل البدء في الأشغال كما نلومهم على عدم إجبار كل من يحفر الطرق المعبدة على إعادتها كما كانت عليه في إطار مهام الرقابة اللهم إلا إذا كان هؤلاء يأخذون التشيبة فذلك أمر آخر
و نعتب على هؤلاء المقاولين الذين لا هم لهم سوى أن تسوى وضعيتهم المالية. دون أن يكون لهم أي حس مدني يعبر عن أنّهم واعون فعلا. و لست أجد أمامي مبررا واحدا يمكن هؤلاء من تبرير إهمالهم. فلماذا نخرب بيوتنا بأيدينا و نفسد كل ما هو جميل. و عوض أن تغتنم الفرصة بوجود أمثال هذا الوالي و نحقق ما عجزنا عن تحقيقه من قبل. غيرأننا نجد كل مواطني المدينة ساكتين عن هذا التدمير المبرمج لطرقات المدينة و هذا يعود لقلة الوعي و تخلي المواطنين عن مواطنتهم فمتى التحرك ؟
أم أننا ننتظر أن تصير مدينة الأغواط مدينة الألف حفرة وحفرة